Donnerstag, 16. August 2007

تشغلني منذ ايام قضية "وحدة الازمنة" , فمثلا صحيح ان معلمة المدرسة تجتهد بتعليمنا الفصل و التفريق الزمني العنصري بين الحاضر و الماضي و المستقبل, ولكن هذه الازمنة قد تلتقي في بينها و الحدود ليست واضحة 
 
فلنفرض مثلا ان رجلين يقفان على محطة القطار غير ان احدهما يقف على برج و الثاني يقف على الرصيف , فان قدم القطار فان صاحب البرج سيراه اولا و سينبئنا ان القطار اتى الان , اما الاخر فانه سيقول بذات اللحظة ان القطار سياتي بعد قليل , وفي الفترة الزمنية الواقعة بين رؤية الرجلين فان صاحب البرج يعيش حاضر الرجل الاخر (لانه يتابع ما يجري تحته بالبرج ) و يعيش مستقبل الرجل كذلك لانه يرى ما سيراه الثاني في المستقبل(القطار) .وعلى هذا الاساس فقد يكون من الممكن تفسير الايات المتعلقة بيوم القيامة بالقران الكريم. فان قال الله "ونفخ في الصور" فقد يكون معناها انه فعلا قد نفخ بالصور و ان يوم القيامة فعلا قد بدأ و لكنه بموقع اخر من الكون و يسير يوم القيامة الى مجرتنا بسرعة الصوت و لكنه لمّا يصلنا بعد. اي ان الله يتعامل مع المستقبل كأنه حاضر بالنسبة لعلمه . وعلى هذا فان الله قد اعطى اولي العلم قبسا من نوره يرون به المستقبل , ولا اقصد هنا العرّافين و لكن العلماء , فان الاحداث تسبقها مقدّمات ,ولكن وبما ان المقدمات تتغير قشرتها الظرفية وتطول المسافة الزمكانية بين المقدمة و الجدث فانه يعسر على الجهلاء الربط بين المقدمات و النتائج 
.فعالم الاقتصاد مثلا قد يرى انهيارا اقتصاديا مروعا بناءا على خبرته بمجاله ويراه بدا فعلا لانه يرى الرابط بين المقدمة و الحدث بشكل وثيق مما يجعله يعتبر ان الانهيار بدا فعلا,اما الرجل العادي فانه لا يرى الانهيار الاقتصادي الا عند حدوثه. وهذا حال علماء الارصاد الجوية وتوقعاتهم للطقس التي تتحسن سنة بعد سنة 
 
 
وعلى هذه الخلفية يمكننا فهم قول الرسول يوم الخندق وقوله عند انطلاق الشرار من الصخرة التي شقّها ما معناه فتحت عليكم بلاد الروم و في الضربة الثانية فتحت عليكم بلاد الفرس او شيء من هذا القبيل , لان الارض زويت له فراى الاسلام بلغ ما بين المشرق و المغرب (واخر دولة اسلامية بالغرب هي المغرب) , وكذلك فانه وقف بعد صلاة الجمعة الى المغرب يحدث الناس عما هو قائم الى يوم القيامة. وهذا يذكرنا عندما وقف على مرتفع و نادى بطون قريش بمكة المكرمة و قال لهم ما معناه ان اخبرتكم ان خيلا ستغير عليكم من وراء هذا الجبل فهل انتم مصدقيّ؟ اي انه يعيش بمستقبل حاضر المسلمين و الكفار

وعندما يسافر المرء الى الغرب فانه يشعر بانه قفز قفزة الى المستقبل , وتعرض برامج بالمرناة الالمانية عمّا سيكون بالمستقبل من اختراعات تقنية , وهناك علماء بالغرب يسمون علماء مستقبليات يعنون بدراسة المستقبل ,وان سالتكم متى ستخترع سيارات تنقل بضاعة الميناء من غير سائق بل حسب برنامج معد سلفا لقلتم بعد 20 عام , ولكن مستقبلنا هذا هو ماضي وحاضر ميناء هامبورغ الالماني الذي تتوفر فيه هذه التقنية 
 
وبعد هذه الرحلة الى المستقبل دعونا نرجع الى الخلف بضعة اشهر , فقد تم اكتشاف تسميم امراة لزوجها من تركيز نسبة السم(اظن زرنيخ) في شعره فان تركيز السم بالشعر الحاضر يدل على ما كان عليه تركيز السم بالماضي بجسم الضحية , فماضي الجسم هو حاضر الشعر ,و لنرجع بضعة الاف من السنين ,بل عشرات الاف السنين ,لا تخافوا لن تحتاجوا لمغادرة عالمنا هذا بل مجرد نظرة الى السماء و رؤية النجوم, ان ما ترونه من النجوم ما هو الا الحالة التي كانت عليها النجوم قبل الاف و عشرات الاف السنين, فان الضوء يستغرق منه الاف السنين ليصل من النجم الى كوكبنا و خلال هذه الالاف القليلة من السنين قد يكون الكوكب قد انطفا تماما ,وعلى ذكر الكواكي و النجوم نتذكر الالكترونات و دورانها حول النواة, لا يمكننا رؤية اي الكترون بموضعه الاني ابدا لانه ما ان ينطلق الفوتون من الالكترون و يصل عيننا حتى كان الالكترون قد غير مكانه

وبما اننا رجعنا بضعة الاف من السنين فلا حرج ان نرجع 4.5 مليارا اخرى , لقد اكتشف العلماء الضوء الاحفوري الذي انطلق قبل 4.5 مليار عام عند لحظة الانفجار العظيم , فاعمق ماضينا اصبح حاضرا للعلماء . وكل احاديثنا التي نتحدث بها لم تنتهي بعد فان موجاتها الصوتية لا زالت تحوم بالغلاف الجوي للارض و ان تداخلت مع احاديث اخرى و موجات اصوات اخرى وخاصة احاديث العرب لتداخلها الصوتي على الرغم من انعزالها الحواري

وانت لا ترى و لا تسمع الى ما حدث قبل بضعة اجزاء من الثانية , وسائق السيارة لا يضغط على الدواسة الا بعد رؤيته للخطر ببضعة ثواني حاسمة قد تقرر بين حياة او موت 
 
 
وان البشر على مستوى الحضارة نفسها ليعيشون ازمانا مختلفة, فاني رايت اناسا يقرؤون كتبا الّفت قبل الف عام و يعيشون عصرا كان قبل الف عام , ويفكّرون بطريقة "قبل الف عام" .انهم هم المنتسبون للاسلام اسما و المعادون له فعلا, و الغريب انه لا يريد ان يعيش احد بزمنه الحاضر فضلا عن المستقبل , فتراه يمارس دكتاتورية زمنية ليرد الناس عن زمنهم الحق الذي ارتضاه الله لهم

Keine Kommentare: