فخرجت اليس من النفق فرات امامها ارض خضراء باهية ثم سمعت صوتا من خلفها يقول لها: اهلا بك. فنظرت فاذا بها ترى سلحفاة برجلي لقلق طويلتين , ثم تابعت السلحفاة : هل يمكنك ايصال هذه الرسالة الى اولئك القوم ؟ ثم رمتها و اخذت تركض بنفس الاتجاه الذي اشارت اليه .
استغربت اليس ولكنها تناولت الورقة عن الارض فوجدتها مكتوبة بلغة مبهمة ووجدت فيها الاشكال و الرسومات الاتية :"يجب التمييز بين الشخص و الموقف . فاننا ندير نزاعاتنا في اطار فكري -ويجب الا تتجاوز ذلك-: نزودها وندعم صمودها ,ولكن وان دعمت دولة مفردة(امريكا) الجهود الحربية لدولتين بنفس الوقت(ايران غيت) لتحقيق نتيجة تتوافق مع مصالحها وذلك من غير حدوث تصدّع بالدولة المفردة ,فاولى بنا -كاشخاص متباينين- ان ندعم الجهود الفكرية لافكارنا من غير ان يؤدي ذلك لتصدع العلاقات ال "ما بين شخصية" بيننا كمسلمين
سنعالج عدة محاور:
1) اليس تخرج من النفق الى ارض العرائب ( استخدام المطالع للغة القران)
2) الاجتماع الصامت للارانب و السلحفاة (حق التعبير عن الراي )
3) الببغاوات اللاتي يجلدن انفسهن( النقد الذاتي - تطبيقاته الحياتية اليومية)
4) الجندب يبوح لاليس بالسر(النقد الذاتي - اصوله الاسلامية)
5) حفلة الشاي( فقه الاولويات)
6) سباق السلاحف (المماطلة و التأجيل)
7) رياح باتجاه واحد طوال اليوم(النقد الذاتي - ماذا يحصل عند غيابه؟)
8) حروب ممالك النمل (النقد الذاتي وهل يجب ان يطال الرئيس او الشيخ ?)
) استخدام المطالع للغة القران
كلنا سمعنا نكتة المسلم الذي طلب منه العلماني ان يذكر له مكان ورود صلعته بالقران فقال له : البلد الطيب يخرج نباته و الذي خبث لا يخرج الا نكدا , ولم ينكر احد عليه نكتته
وكلنا سمعنا عن العجوز التي كان كل كلامها من القران
بل ان الرسول بنفسه قال ما معناه ان الله يفرح بتوبة عبده اكثر مما يفرح ممن هربت منه ابله وعليها اكله وماؤه ثم عادت اليه فقال الرجل شاكرا ربه من فرط انفعاله : انت عبدي و انا ربك
اضافة لذلك فقد قيل لولا القران لضاعت ثلث العربية وقيل بل نصفها ,فما نستعمله اليوم هو اما ماخوذ مباشرة من القران او بشكل غير مباشر وللتدليل على دور اقتباس الكلمات من القران بحفظ اللغة العربية اشير الى الكاميرون كمثال التي تعد 17 مليون نسمة وبها حوالي 50 لغة ! اذا , اذا لم نقتبس من القران وتقفينا اثار اعداء الامة وتردينا من لغة القران الى العامية فابشروا بانقسام العرب لالاف الشعوب!
واما "فكري" صديقي التركي فكان من الاسهل عليه مخاطبته بلغة القران ليفهمني بصفته من دارسي القران ببلده ....اذا لغة القران توحّد! (مثلا تخّيلوا اساله:"وهل اتاك حديث فلان؟"
واني لشاهدت الجامعيين يقتبسون من عادل امام (وخاصة شاهد ما شفش حاجة) وينظرون الى الاحداث اليومية على خلفية هذه المسرحية . اذلك خير ام ما تقرؤون؟!"
استغربت اليس من هذه الطلاسم المكتوبة على الورقة, ولكن امها حثّتها على مساعدة الناس وحدثتها عن الامير الذي تحول لضفدعة لانه لم يساعد جاره الفلاح فاخذت الورقة وسارت بها الى ان وصلت الى جمع الناس الذي اشارت اليه السلحفاة وكانت السلحفاة جالسة هناك , وكان الجميع صامتا , اقتربت منهم اليس بحذر و حيّتهم مثل كل البنات المؤدبات الا انهم لم يجيبوها , فكررت التحية بصوت اعلى فاذا برياح قوية تهب من فمها فتبعثر الطاولات و الكراسي التي جلس عليها الناس , غريب قالت اليس في نفسها ثم لم تتاسف للجمع فقد خشيت ان تثير زوبعة اخرى ,فاجابها احد الارانب بالاشارة بيديه ما معناه انه لا يحق لاحد من الارانب الكلام لان ذلك قد يجرح شعور اخاه الارنب
,وانهم يعيشون بهذه الحال ابا عن جد واكمل شاراته بيديه :"
2) حق التعبير عن الراي
اما ان لهذا الفارس المعلّق ان يترجل
1- ضمن الرسول حق تعبير الراي حتى للمنافقين وقال الرسول ما معناه "لا تتحدث العرب ان محمدا يقتل اصحابه" مفسرا عدم قتله لعبد الله بن ابي بن ابي سلول الذي قال :"لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل" قاصدا الرسول
2- اسرائيل دولة تنتقد رئيسها و رئيس وزرائها بالصحف والكل ينتقد بها الكل(وخاصة صحافتها الفاعلة وكذلك مكتب مراقب الدولة الذي يعد 400 موظف وظيفتهم مراقبة مؤسسات الدولة) اما بالدول العربية فلا نقد بالصحف بل راي واحد وحزب واحد .فهل انتصر الراي الواحد على تعدد الاراء؟
3- الاعلام وسيلة حضارية لمراقبة الهيئات و المؤسسات والضغط عليها ويكفي النظر الى تحكم اليهود بوسائل الاعلام العالمية.ان نشر الصحف لمقالات ادى لحل الكثير من المشاكل العالقة باستقالة الوزراء ,والمريخانه ليست اقوى من الوزراء ,لو نشر ما ترتكبه المريخانه من اخطاء سنة تلو سنة على الملا لوضعت المريخانة بوضع محرج الزمها بحل اخطائها
4- نحن نعيش زمن العولمة ويستغرق الخبر اقل من ساعة ليصل العالم كله , و من المستحيل بالذات بهذا الزمن اخفاء الشمس بعباية .,بكل بساطة لا يمكن اخفاء اي شيء!
بالعولمة تتقاصر المسافات و الاوقات , ويصبح سفر يوم مثل سفر سنة بماضي الزمان
5- انتقد الرسول ذلك الامام الذي كان يطيل بالصلاة قائلا:" افتّان انت يا فلان؟!" ولم ينتقد ذاك الرجل الذي فر بريشه من صلاة الجماعة (مع ان صلاة الجماعة افضل من صلاة الفرد ب27 مرة) ,فهل اخطاءنا مقدسة اكثر من صلاة الجماعة؟
6- قال احد المفكرين :"في المكان الذي تحرق به الكتب يحرق به البشر " ويمكننا القول على نفس الوزن :"في المكان الذي تعلق به المقالات يعلق به البشر "(على حبل المشنقة)
7- يبلغ عدد سكان لبنان حوالي 3 ملايين ويشكلون 1% من العالم العربي ,ولكنهم ينتجون 33% من الكتب العربية و تنتج مصر ام الدنيا بقدرما تنتج لبنان و ينتج باقي العالم العربي الثلث الاخير . لماذا هذه الطفرة بلبنان ؟ بسبب حرية التعبير عن الراي!
قالت لي معلمة اللغة الالمانية انني ارتكب اخطاء تعبيرية غريبة ,وعزتها الى المباني اللغوية المختلفة
بين العربية والالمانية :"العلاقات لديك مبلبلة"
اما شريف فهو طالب خليلي بالمانيا سيدرس موضوعا تقنيا,فقد صارحني ذات يوم :"انا اقول لك ما مشكلتك ;العلاقات لديك مخربطة",كثيرون يسالوني عند حديثي:"ما العلاقة?!" ;اما اخي فقد تولى الاجابة:"انت نوعا ما...مجنون" . ابتسم لاني ارى ما لا يرون ,ولكن اخشى احيانا ان اكون مثل الذين يتوهمون سماع اصوات ورؤية خيالات :شيزوفرينيا!
تعبت اليس من متابعة اشارات الارنب وقالت في نفسها انه ربما فسرت اشارات الارنب بشكل خاطئ ولذلك لم تفهم ,واستمرت بمشيها طويلا الى ان وصلت الى مبنى مدور وبجانبه برج حراسة , دخلته من غير استئذان فان بلاد العرائب غريبة ولا تسري بها نفس التعليمات التي تطبقها البنات المؤدبات بوطنها ,ويا للهول! لقد وجدت مئات الببغاوات كبيرة الحجم , حجم كل منها اكبر من اليس نفسها ضعفين يقفون بحلقة دائرية وكل منهم يجلد من امامه ويصيح به :"انت السبب , انت السبب, لا عجب , لا عجب" , وبجانبهم جندب يصيح بهم :"
3) النقد الذاتي - تطبيقاته الحياتية اليومية
وحياة بلا نقد ذاتي لا يمكن تصورها
فلتحريك اصبعك نحو هدف ما باقصر مسافة يجب ان ينتقد مخيخك حركة يدك , حتى اذا لم يعمل المخيخ تحركت اليد بشكل متعرج
وقسم من خلايا الكلية ينتقد ضغط الدم فاذا زاد الضغط امرت تلك الخلايا الشرايين بالتوسع وزاد افراز الملح من الكلية
وما هدف الحواس الخمس الا انتقاد الانسان!
فالسماع ينتقد مخارج الالفاظ ويحسنها ,لذا فان الانسان يستصعب التكلم اذا اغلق اذنيه ولم يسمع صوته, اما من فقد سمعه ولو بعمر كبير بعد تعلمه الكلام فلن يستطيع التكلم لانه لن يستطيع انتقاد مخارج الفاظه ,ولعل هذا معنى "مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاءا و نداءا"
__________________
والالم هدفه انتقاد الشخص عند ملامسته لمواد خطرة , فاذا تعطلت الاعصاب المسؤولة عن الوجع عند المولود بسبب مرض وراثي كان لا بد من تجهيز البيت بشتى المناضد التي تحول دون اصابته بالاذى , اذا انه لن يشعر بالالم عند سقوطه حتى لو انكسرت عظامه !
اي ان النقد - حتى لو كان الما- فانه نعمة !
اكثر من هذا فان العصب التائه (Vagus) يقطر استيل خولين على القلب طول الوقت لتخفيض نبضاته حتى اذا قطع العصب اخذ القلب ينبض بسرعة اعلى! اي ان النقد الذاتي في هذه الحالة هو الاصل و "الوضع الطبيعي" ما هو الا حالة طارئة!
والعقل كذلك ينتقدنا عند ارتكابنا خطئا ما , و عظمة الانسان انه يملك عقلا يمكنه التحكم به واستخدامه بالنقد او الامتناع عن ذلك (اما بالنسبة لباقي الحواس فاننا فنحن نتساوى بل وتسبقنا باقي الحيوانات بحواسها المرهفة) فنحن مخيرين و لسنا مسيرين ,ولهذا السبب نفسه يحاسبنا الله بالجنه او النار فيما لا تكافئ الملائكة لانها مسيرة.
وقد عاب الله على الانسان عدم استخدام حواسه :"لهم قلوب لا يفقهون بها و اذان لا يسمعون بها واعين لا يبصرون بها اولئك كلانعام بل هم اضل" اي انه اذا لم نستعمل حواسنا فاننا نكون كالانعام بل اضل! ويكون ذلك مثلا عندما لا ننتقد ابائنا ونقول :"انا وجدنا ابائنا على امة و انا على اثارهم مقتدون"
والنقد يكون مناقضا عادة لراي الاكثرية والتي تمسك بزمام السلطة (فلو كان مطابقا لراي الاكثرية لتم اعتماده من قبلهم) لذا فانه يواجه مقاومة من الاكثرية , ولكن هذا ليس عيبا بحد ذاته فمهمة الانبياء كانت النقد ومخالفة راي الاكثرية الكافرة .
والنقد مثل الزلازل يهدم المباني( الفكرية) الضعيفة و يتجاوز عن المتينه (صورة مسجد اندونيسي وتركي) , بل ان الزلزال يحفز الناس على انشاء مباني اقوى مثل اليابان , ومعظم الاسلحة اخترعت زمن الحروب , " واما الزبد فيذهب جفاءا واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض " . لذا فكان اغلاق الشيوعية وباقي الانظمة الدكتاتورية لباب النقد مؤذنا بزوالها ,وفتحه لدى الراسمالية الى انتشارها ,مع ان النظامين انتقدا بعضهما البعض بذات الاسلوب .اكثر من هذا فقد قام خبراء حسب مجلة المانية باختيار 5 ميزات والتي مكنّت شتى المخلوقات من الصمود خلال فترة الخليقة ,ذكروا منها القدرة على التكيف , اي القدرة على تعديل نفسها حسب الظروف المحيطة بها (والتي تقوم بوظيفة اشبه بالانتقاد) تعد احد مؤشرات البقاء او الانقراض!
وما الخلل بزواج الاقارب الا لان الخلل الوراثي بمورّث ما يجتمع من الاب والام بسبب اصلهما المشترك ,فيما ينتقد المورّث السليم مقابله المختل عند تغريب النكاح"
"
طبعا لم تفهم اليس كل ما قاله الجندب ولا سبب ضربهم لبعضهم البعض ولكنها قالت لعلهم استلموا للتو امتحانا ..... ومع ذلك تمنّت ان تفهم ولو لمرة واحدة امرا ما من الوقائع الغريبة ببلاد العرائب , لماذا يضربون بعضهم بعضا ؟ تسائلت بصوت خافت ولم تتوقع ان يسمعها احد , ولكن الجندب قال لها:اتريدين حقا ان تعرفي ؟ فاجابت بالايجاب . فقال الجندب : ربما لا يجب ان اقول لك لان هذا سر , ولكن ان لم اقل لك فربما لن يعلم احد غيري و غير الببغاوات , ولكن ان علم احد غيرنا فقد يتعرفون على نقاط ضعفنا ,ولكن ان لم يتعرفوا على نقاط ضعفنا فلن يهاجمونا ,ولكن ان لم يهاجمونا فسوف لن نحصّن نقاط ضعفنا , ولكن ان لم نحصّن نقاط ضعفنا فسوف ينتصرون علينا,وان انتصروا علينا فسوف ..., ثم شرع الجندب يقول:
"
4) النقد الذاتي - اصوله الاسلامية
ما الاسلام الا نقدا ذاتيا ,فان كان المسلم محاسبا على افعاله لا على افعال الاخرين فيجب عليه التركيز على نفسه لا غيره . وهذا موضوع طويل نكتفي منه بالتذكير بالاية :"يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم " وباقي الايات و الاحاديث .وقد تشرب الصحابة هذه المعاني ونكتفي بذكر قصة تعثر الفتوحات في الشام فبحث المسلمون عن سببها لديهم فوجدوا انهم قد تركوا سنة السواك ولم يتهموا الروم بالتامر عليهم و لا اليهود بتاليب العالم ضدهم , وقول عمر بن الخطاب لقائد جيشه ان معاصي الجيش اخوف عليه من اعداءهم .وهذا هو سبب انتصاراتهم و تخلفنا!
مقال البيان الاخير
"
انصتت اليس مثلكم باصغاء ولكنها لم تنجح بكشف العلاقة بين الامور , وصمّمت على الا تبوح بهذا السر لاي احد ,مخافة ان تصبح اضحوكة باعين الناس.
ثم سمعت صوتا يناديها من الخارج باسمها. ففرحت اليس اشد الفرح :واخير استطيع ان اتكلم مع احد ما ليقول لي اين انا و باي بلاد انا و كيف اعود الى بلادي ,فان الشمس كانت على وشك المغيب وقتما دخلت النفق ولا بد ان الشمس غابت منذ وقت طويل بوطنها , ولا بد ان امها واختها الكبيرة يبحثون عنها الان, واذا بها تسمع الصوت يناديها باسمها ثانية و لكن بشكل حاد وغاضب ,فخشيت اليس ان يختفي ذلك الشخص قبل ان يساعدها واجابت :انا اليس ساتي بسرعة , ولكنها عندما خرجت لم تر سوى بضع طيور تطير باعلى السماء وبحثت اليس طويلا عن مصدر الصوت و لكنها لم تجده , فلامت نفسها لانها تعوقت كثيرا و هي تفكر بداخل المبنى فنظرت الى الارض بحزن شديد فاذا بدببة بحجم فئران و فئران بحجمها الطبيعي يجلسون معا و يشربون الشاي بطريقة غريبة : يسكب احد الفئران الشاي على الارض امام كل منهم وبعدها يناول الفار ذات الشخص كوب شاي فارغ ,فيجيبه الشخص :نعم ,انا اريد شاي ! فيسأل الفار : هل تريد شايا؟ . ثم يذهب الفار الى الشخص التالي ! فاستغربت اليس اشد العجب :ولكن لماذا لا يرتبّون اقوالهم واعمالهم ؟!
فقال لها الدبدوب الصغير : ان جذور هذه الطقوس ضاربة بتراثنا و تاريخنا, وان من لا يطبّقها فانه يعد من الكافرين بعادات الاباء و الاجداد . ثم صمت الفار برهة ... ثم أنشا يقول
:"
5) حفلة الشاي
كان يا ما كان مطالع واسم ابو جده شاكر, ,فاق عمره التسعين ومات وهو بالروضة ,كان يحفظه سورة القارعة , وكان لديه سلم خشبي متشقق ,مكون من عدة درجات مرتبة فوق بعضها البعض.....
وكذا يجب ان تكون اولوياتنا مرتبة : حسب سلم سيدي شاكر ......
واعترف اني اخطئ احيانا بهذا المضمار ,فقد دعا احد المساجد الى مظاهرة لنصرة الرسول ولكنه راودني شعور بالا اشارك بالمظاهرة لان هذا المسجد اقيم بقرب المسجد الذي اصلي فيه عادة مما سبب خلافات بينهما حول استقطاب المصلين .
وطلبت من 3 اسلاميين ب3 حالات مختلفة مساعدتي بمشروع به صالح الاسلام فعارضوا بسبب تباين الاراء بيننا . فقلت لاحدهم (وقد كنا و لا زلنا الى الان نتزاور و ناكل معا ونتكلم بشؤوننا الخاصة بشكل طبيعي للغاية) بعد ان رفض ارسال رسالة ضغط الى برنامج تلفازي بالمانيا : ان طلب منك كافر ان تساعده بمشروع فيه صالح الاسلام فهل تقبل ؟ (ملمحا اني افضل من الكافر فاذا كان سيساعده فاولى به ان يساعد اخاه المسلم) فتلعثم قليلا .فاردفت : ان طلبت منك مساعدتي بشأن خاص بي الا تساعدني؟ ما بالك لا تساعدني اذا تعلق الامر بالاسلام؟ . فسكت فاكملت : ان تباين الاراء بين اي انسانين لا تنتهي ,ولكن هذه التفاصيل اصغر من ان تحجب بظلالها المشاريع التي تفيد الاسلام. لو تبنينا طريقك لما استطعنا انجاز اي مشروع به صالح الاسلام .
انظر الى اليهود كيف ينضوون بكل انحاء العالم تحت اطار واحد :الوكالة اليهودية ,ايعني هذا انه لا خلافات بينهم ؟الم يقل الله عنهم :"تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى" ؟ ولكن وان كان اليهود يختلفون بينهم فانه ان مس امر ما اي جالية منهم هبوا معا واختفت الخلافات بينهم ,ولذا يحسب لهم الف حساب. فوعدني بارسال الرسالة ,ولكنه اخلف وعده ,واعدت عليه نفس الكلمات فوعدني ان يرسل الرسالة ,فاخلف ,ومرة ثالثة .....
يجب ان يكون شعارنا :"الله اولا واخيرا" ,الله قبل المصالح الشخصية والاهواء و القرارات الاعتباطية و الخلافات الشخصية وكل شيء , والمشايخ يسمونه فقه اولويات
وعلى صعيد اخر , فاولى بنا الانفاق على غذاء العقول (الكتاب) من الانفاق على غذاء البطون ,اما ان ننفق على الثاني عشرات الاضعاف ما ننفقه على الاول فليس من الاسلام في شيء
"
ودّعت اليس الفار بادب بالغ واكملت مسيرها ومشت مع جماعات من الحيوانات تسير باتجاه التله .
وعندما وصلت الى التله اتضح لها ان سباقا سيعقد هناك بين السلاحف! ولكنه لم يكون سباقا عاديا ,فانه كان يجب على السلاحف ان تسير بابطأ سرعة من غير ان تتوقف وتفوز تلك السلحفاة التي تصل بعد جميع السلاحف , وطبعا يمكنكم توقع الملل الذي اصاب اليس عند متابعتها لتلك المسابقة البطيئة ,فسالت غزالا كان بجانبها متى ستنتهي المسابقة فاخذ الغزال يحدثها ببطئ لا يعادله الا بطء السلاحف واخذ يقول:"
6) سباق السلاحف
تم اعداد مسابقة الاعجاز العلمي بالقران و السنة قبل سنتين ولم تنتهي الى الان , وتم كتابة تقرير الرسالة قبل سنتين ايضا ولم يقراه احد حتى الان , وتم اعداد الكتب لارسالها للفائزين بالمسابقة الثقافكرية قبل اشهر ولم ترسل الى الان,ولكن عندما تنجز فسوف تصل السلاحف " وما كاد الغزال ينطق بتلك الكلمات حتى وصلت اخر سلحفاة ,فاخذت اليس تركض مبتعدة عن هذه المسابقة المملة ,فصاح الغزال بصوت بطيء :"ان المسلمين سوف يقيمون دولتهم حتما ,ولكن السؤال هو :متى؟ بعد 10 سنوات ام بعد 300 سنة . اللهم لا تقم دولة الاسلام الا و قد تم تحقيق هذه المشاريع الثلاثة اعلاه"
وعندما هربت اليس راكضة من الغزال احست انها تركض بنفس سرعة كلامه ,وبلغ منها التعب كل مبلغ و هي تحاول التحرر من الجاذبية الزمنية , الى ان شعرت فجأة بانها تحررت وكأن حبلا كان مربوطا بها انقطع....وبدأت تركض و تركض ,لا يهم الى اين ولكن المهم ان تعوّض الوقت الطويل الذي اهدرته بتلك المصيدة الزمنية البطيئة(..) . الى ان وصلت الى برلمان الغابة المكون من الاسود و النمور و الفهود . وكانوا يسوسون الغابة حسب القوانين التالية فقط:
1- يجوز لكل من اعضاء البرلمان ابداء اي من ارائهم بحرية
2- لا يجوز انتقاد راي اي عضو
3- يجب على عضو برلمان ابداء رايه
وطبعا كانت الرياح تهب بنفس الاتجاه طوال اليوم وذلك حسب راي اول عضو برلمان ابدى رايه .وفي ذلك اليوم الذي صادفتهم اليس كان راي اول عضو برلمان :"
) النقد الذاتي - ماذا يحصل عند غيابه؟
راينا فيما سبق ان النقد الذاتي هو واجب و فرض اسلامي (الساكت عن الحق شيطان اخرس- بمعنى حديث شريف) وحياتي , وسنتصور الان مجتمعا يخلو من النقد الذاتي ونرى كيف يحيا( ويموت...)
عند اغلاق ابواب النقد الذاتي فيجب عندها البحث عن احد ما ليتحمل مسؤولية مصائبنا لذا توجهت انظارنا نحن المسلمين و العرب الى الصليبيين و اليهود و امريكا والجن (هذا سبب ازدهار تجارته لدينا) وكل ما هو اخر وتم بناء مشاريعنا على هذه الخلفية : مشكلة المسلمين بالاساس هي ما يعتقده الغرب عنا , لا ما هو نحن بالفعل باعين انفسنا!( مثلا نثور للرسوم الكاريكاتورية الدنماركية و لا نثور ضد 60 مليون امي عربي),لذا فان انعدام النقد الذاتي يؤدي لضياع بوصلتنا
ثم استمر الانغلاق على الذات اكثر فاكثر ,فتم اغلاق باب النقد الذاتي العلني لنا ككادر بالحركة الاسلامية مما ادى لتجهيل كادرنا بشؤون السياسة الداخلية بالحركة و ان كان يلم بسياسة العالم .ولكن من المسؤول عن اخطائنا اذن ؟ طبعا الجبهة و التجمع و كل ما هو ليس نحن
ثم استمر الانغلاق فتم اغلاق باب النقد الذاتي الداخلي .ومن المسؤول عن اخطائنا الداخلية التي لا نستطيع تلبيس تهمتها لا للجبهة و لا للتجمع ؟ اذا حتما اشخاص منا سيتهمون وهذا طبيعي و يحصل بكل المنظمات و لكن بما اننا غير متعودين على ثقافة النقد الذاتي فاصبح اي نقد من عضو ادارة الى عضو ادارة اخر هو عين الشر و الانتقام والذي يؤدي للخصومات , لذا تم تفادي انتقاد من نحب من الادارة الطلابية (مما ادى لتكرار الاخطاء من غيرما رادع) فيما تم استغلال النقد بهدف طعن اعداءنا من الداخل. وطبعا بسبب انعدام ثقافة النقد فان التحدي لا يعالج بصراحة من البداية بل لا بد ان يتفاقم و يتعقد و ينفجر حتى نضطر لحله وقتما شاءت الظروف ,اي انا لا نجيد ادارة الازمات , بل الازمات هي التي تديرنا (مثل عدم استباق المسلمين للعنصرية بوسائل الاعلام الغربية وانتظارهم حتى يرسموا الكاريكاتير)
ثم استمر اضطهاد النقد الذاتي حتى على مستوى الشخص الواحد .فتراه يصر على ارتكاب نفس الخطا مرة تلو الاخرى لعدم نقده للذات وادى كذلك الى مصيبة ثانية: انغلاق هذا الشخص على بعد واحد للمشكلة :اما اسود او ابيض (وهذا هو مشنقة الابداع الحقيقية) . لذا انتشرت ظاهرة التكفير (او صيغتها المخففة : العدوانية و الكراهية بسبب اختلاف الاراء) ومقابلها ظاهرة التأليه (مثل اعتقاد الصوفية ان على المريد ان يكون بيد شيخه كالميت بيد مغسله) او صيغتها المخففة : عدم انتقاد الشيخ.
__________________
تزول الحدود بين الشخص و المبدا داخل الحركات الاسلامية بسبب الركود السياسي (نظام الملكية داخلها- رئيسها مدى الحياه في الوقت الذي نعيب ذلك على الدول الدكتاتورية) ,فالحركة اسمها حركة الشيخ فلان , وزوال الحدود هذا يؤدي لعدم التفريق بين الشخص و مبدئه , فبدل تاييدنا للمبدا ككل والذي قد يكون متجسدا بعدة اشخاص متنافسين , نؤيد الشخص ونرفض ما عداه من الاشخاص حتى لو وافقونا بجزئيات من وجهة نظرنا وخالفنا فيها الشخص الذي نؤيده
فحتى الخمر به منافع ,فلماذا لا تكون بضعة اجزاء من راي غريمنا صحيحة ؟
اي ان انعدام النقد الذاتي يؤدي لانغلاقنا وتهدمنا من دائرة الى دائرة اضيق .
وتعالوا نبحث العلاقة بين تهدم معنى اسم الدولة و التهدم الفعلي للدوله
اي ان انعدام النقد الذاتي يؤدي الى المصائب التالية:
1) حفظ نسل الاخطاء و توالدها و تكاثرها
2) عدم حلها لاننا نبحث عن حلها لدى امريكا و الغرب والجن والعفاريت الزرقاء وليس لدى انفسنا (نطالب الدنمارك باعتذار و لكن لا نطلب من انفسنا مشروعا حضاريا للنهضة بامة لا اله الا الله)
3) التنصل من المسؤولية والقائها على الماسونية يؤدي الى انسحاب هذا الامر الى ان يصل بالمسلم الى التنصل من مسؤوليته الشخصية تجاه مجتمعه و حتى نفسه و يلقيها على اكتاب صلاح دين جديد يحرر به الله بلاد الاسلام ,اما المسلم فلا عليه ان ينتظر قدومه ببلاده
4) حصر التضحيات والبذل على فئة الصفوة وانعزالها عن اتباعها!
والنقد الذاتي يحتاج بيئة يعيش فيها , مثل حرية التعبير عن الراي و الحوار "
وشعرت اليس ,ولاول مرة , بالسكينة و الطمأنينة تتنزل عليها عندما شاهدت ذلك البرلمان الذي يفوح فيه عبق الاخوة و المحبة و التآلف . وقالت : اتركهم ,انهم لا يحتاجون لمساعدتي و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ,بل ابحث عن امّة اخرى تحتاجني . واكملت مسيرها الى ان اتت على واد للنمل تشتعل فيه اوار المعارك الحامية الدامية حتى تركت الممالك خرابا يبابا,وطبعا فرحت اليس ولم تشعر من قبل انها بتلك الاهمية التي تنيح لها احلال السلام بين تلك الممالك المتناحرة ,"سانهي المعارك بأية وسيلة" قالت اليس ثم ضربت الارض بقدمها الصغيرة مبيدة احدى الممالك وشعرت لاول مرة انها تمسك بزمام الامور. فانتبهت لها عندها باقي الممالك .فقالت اليس عبارات واثقة لم تعهدها من قبل :" انا اليس ,وأريد ان احل السلام بينكم باية وسيلة,فهلا اخبرتموني عن خلفية الصراع لاحكم بينكم ؟" .فقالت نملة:"اننا قوم نوقّر رئيس قبيلتنا ولا نسمح لاحد بانتقاده تحت اي ظرف و من غير اي شرط: يأمرنا فيطاع ,وينهانا فيستجاب له,ولكن ...." وتعجبت اليس من سبب تناحرهم وتمنّت لو ان النملة وضّحت سبب الاحتراب من غير تأخير :"قولي ما السبب و الا اقمت سلام الشجعان على جثتك الخرقة " .فاجابت النملة بارتعاد:"هناك الكثير من الاسباب.
اولها: هو انه هناك من ينتحل الرئاسة فيصبح رئيسا بغيرما وجه حق ولكنه عندما يصبح رئيسا فان من النمل من يعتقد ان رئاسته غير شرعية فيجوز انتقاده, ومنهم من يقول انه ومع انه رئيس غير شرعي فانه لا يجوز انتقاده لانه رئيس..... .
وثانيها : انه قد تخطئ نملة ما فعندها يجب ان تتحمل المسؤولية ولكنها بما انها مسؤولة عن نفسها وعائلتها فلا يجوز ان تنتقد ولكنه يجب ان يتحمل احد ما المسؤولية فيتم البحث عن نملة كبش فداء . وثالثها: انه ,وان كان نقد الرئيس محرّما, فانه يجوز للنملة التي شعرت انها مظلومة ان تبدّل قبيلتها ,الامر الذي قد يفسّر احيانا على انه انتقاد ضمني للرئيس".
اصغت اليس بتفهّم لحال النمل و اخذت تفكر بحل سلمي ما .ثم قالت :وجدتها ,وجدتها ,لماذا لا تتصرفن مثلنا نحن بني البشر ؟. فقلن لها: وكيف تتصرفون؟.اخذت تسرد اليس عن ظهر قلب ما حفظته بدرس المدنيات وكأنها تقرؤه من كتاب مفتوح امامها:"
8) النقد الذاتي وهل يجب ان يطال رئيس الحركة الاسلامية او الشيخ او المريخانة؟
هل يجب ان يطال النقد رئيس الحركة او الشيخ او المريخانه؟ وان كان بالايجاب فهل يسمح بنقده في اقبية و دهاليز الحركة فحسب ام على الملأ؟! (الجريدة الناطقة بلسان الحركة)
-ان الله تعالى لفت انتباه النبي الى اخطائه بالقران("عبس وتولى","يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك","وتخفي في نفسك ما الله مبديه") والقران ملك الامة والله قادر على لفت انتباه الرسول بوحي من غير القران وخاصة ان هذه الامور امور شخصية تتعلق بالرسول وحده.فمن اعظم من الرسول؟!
-ان الله اطلع الرسول على اسماء المنافقين عينيا عندما امره الله الا يصلي على احد منهم مات ابدا ولم يعلم الرسول حتى كبار الصحابة عن اسماء المنافقين ,وقبل ان يموت الرسول اسّر بهذه الاسماء الى احد الصحابة كي لا يصلي المسلمون على احد منهم و امره الا يخبر احدا عنهم(ومن فرط تقوى ابو بكر الحّ على الصحابي ليعلمه ان كان ابو بكر نفسه منهم!).ومن جهة اخرى فقد انتقد الله بعض الصحابة المعرفين بالتفاسير("ولايأتل اولوا الفضل منكم ان يؤتوا اولي القربى والمساكين و ليعفوا و ليصفحوا الا تحبون ان.... نقد لابو بكر)او للمسلمين("لا تقولوا امنا ولكن قولو اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم")في القران وهو بمثابة وسيلة اعلام جماهيرية وهو يتلى بمئات ملايين النسخ المكتوبة على الورق و الاسطوانات و في الصدور و في النسخ السماعية.
أي ان الله انتقد احيانا المسلمين علانية اما المنافقين فانتقدهم من دون ذكر اسمائهم ,أي ان الانتقاد العلني قد يكون احيانا منة من الله!
افلا تكون قيادة الحركة اولى بالنقد من الرسول و الصحابة بجريدة انتشارها محدود زمانيا و مكانيا ؟!ام اننا ننتقد الدول العربية انتقادا مغرضا في ذات الوقت الذي نجلس فيه نحن الاسلاميين على نفس العرش ؟!وهل سنسمح فعلا بالنقد و الشورى عندما نصل للحكم و هل سيقود جندي لنفسه ساعة المعركة من رئيس الدولة وهو يرتب الصفوف قبل المعركة؟! (كما حدث فعلا مبدئيا بين مجاهد احب ان يكون الرسول اخر عهده بالدنيا).وعلما ان امراة انتقدت عمر بن الخطاب وهو على المنبر امام الناس اجمعين!
هل يعقل ان يعطي الله منصة للكفار- وبضمنهم كبرائهم مثل قارون و فرعون- في القران لعرض ارائهم("اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيئ عجاب"ان هذا الا سحر يؤثر","ان هي الا حياتنا الدنيا نموت وما نحن بمبعوثين","ما اريكم الا ما ارى","انا احيي واميت") و لا نعطي منصة لمسلم لعرض رايه ان كان يخالف راي المجموع؟!ولماذا لا نرى في الجرائد الناطقة بلسان الحركات الاسلامية انتقاد لرؤسائها؟!
ام ان هذا يثير الفتن و يخلخل الصفوف و يبصر الاعداء بمواطن ضعفنا؟!فانظروا الى الدول متعددة الاحزاب وبالمقابل ذات الحزب الواحد و الحاكم الاوحد مثل صدام كيف سقطت بلحظات. و دعك من القول بالخيانة فالخيانات هي نفسها من افرازات هذه الانظمة وما كان الشعب العراقي ليخون لولا ان سبقه صدام بالمجازر و الاضطهاد.
وهل يمكن تصور ان هذه الخيانة كانت ستحدث في اوروبا او اسرائيل؟!"المشرذمة حزبيا مخلخلة الصفوف والتي نعرف نحن مواطن ضعفها من وسائل اعلامها نفسها!".
ان دولة الراي الواحد على مر العصور -من قبل ان يسلم اقباط مصر بلدهم للمسلمين بسبب اضطهاد الرومان لراي اخر غير رايهم - الى العراق هي تكرار ممل لنفس القصة بتغيير الازمنة و الاشخاص و الامكنة .والقصة ذات بعد جغرافي اضافة للزمني .فالدول ذات الراي الواحد مثل كوبا وكوريا الشمالية والدول العربية يجمعها(او قل يفرقها)نفس القاسم المشترك.ان هذه الدول الدكتاتورية لا تسمح بنمو المبادرات لذا يعيش شعبها اما مشردا بالشتات (هناك 3 ملايين لاجئ سوري بالشتات) او جائعا ينتظر ساعة الخيانة.وهذا حال الحركة الاسلامية فان جمهورها يعيش اما لاجئا في دوائر فكرية اخرى تفسح له المجال لتعدد الاراء و اما حانقا داخل الحركة فيهدم اكثر مما يبني.
تقوم الخلايا البيضاء الاكولة باكل الجرثومة وتقطيعها و عرضها على غلافها الخارجي نهارا جهارا من غير ان تخاف بالله لومة لائم لانذار و توعية الخلايا اللمفاوية المضادة لتلك الجرثومة بالذات وحثها على التكاثر ومكافحة الجرثومة .هذا ما كان من امر الخلية البيضاء , واما الخلايا اللمفاوية فلا تقول للخلية البيضاء :"فضحتينا ,يفضحك الله " ولا حتى :"الدين النصيحة و ليس الفضيحة" بل انها تضطلع بمسؤوليتها وبعد انتهاء المعركة تدعى الخلايا اللمفاوية التي نجت من المعركة بخلايا الذاكرة والتي تتذكر تلك الجرثومة بالذات ,فاذا عادت الجرثومة ثانية عادت اللمفاوية بشكل اسرع (بسبب اختصار مرحلة اكل الخلايا الاكولة للجرثومة وعرضها على غلافها الخارجي) وجعل الموت للجراثيم حصيرا .لذا فيكون مرض الانسان بمرض ما لاول مرة اقسى من مرضه به للمرة الثانية بسبب استعداده له (وعلى نفس الاساس يتم تقديم التطعيم ,لعرض جراثيم ضعيفة على الجسم لاول مرة لتقليل خطرها بالمرة اللاحقة)
قارن القصة اعلاه مع نشر مقال بصحيفة ما عن خطا ما لتوعية الطلاب به , حتى اذا تكرر كان التعامل معه اسرع واسلس (وليس اخفاؤه ليتفاقم اكثر فاكثر) "
وبينما هي تراجع درس المدنيات بطريقتها الخاصة ,اذا باختها الكبيرة تصيح بها : اليس ! تعالي الى البيت !غابت الشمس !
فاجابتها اليس : اليك عني !فاني اريد ان اسرح بخيالي و قلمي و لا اريد اختا كبيرة بعد اليوم تقول لي ماذا يجب ان اكتب و كيف ومتى وباي اطار ! حتى اذا لم يعجبها ما كتبت غرزت القلم بقلب الفكرة او شنقتها او حصرتها بزنزانة ! لماذا تحصرين الابداع بالبدعة؟
فاستغربت اخت اليس جوابها ,وقالت لها : ولكن الم اسمح لك باللعب داخل الدائرة التي رسمتها لك؟!
اليس: انا حدودي القران شرقا و السنّة غربا و الحجة شمالا(الدليل) والابداع جنوبا! حلّي عنّي !لا انت اختي و لا انا اختك !
فغضبت الاخت الكبيرة وتوعدت اليس عند امهما , وقبلت اليس التحدي ,وعندما عادتا الى البيت لم تجدا الام وقالت اليس بنفسها :"لعل امي وقعت بالنفق" فاذا زرافات من الناس تاتي للتعزية لان الام بالفعل وقعت بالنفق !وطلبت منهن اليس التصويت على الاستبيان الاتي:
عندما اتهم احد اليهود الرسول كذبا انه سرق سيفه ,ولّى الرسول عليا للقضاء لانه لا يجوز ان يكون القاضي طرفا بالقضية .
لذا وسيرا على سنة الرسول نرجو من الاطراف المعنية بالصراع (المطالع و الادارة ) تطبيق سنة الرسول وعدم المشاركة بالاستبيان واتاحة الفرصة للاعضاء العاديين فقط
هل تقبل ان تعيش اليس ببلاد العرائب من غير اي قيد تفرضه عليها الاخت الكبرى؟
نعم
لا
تقشير الورق الخارجي للخس بسبب جفافه
كانت الشام تعني فيما مضى : الاردن و سوريا و فلسطين ولبنان , وبعد تهدمها (بسبب قابليتنا للاستعمار لا الاستعمار!) اصبحت تعني سوريا فقط ,واليوم فهي تعني دمشق
ولنرجع لفلسطين ,فقد كانت يوما ما تعني هذه العبارة الارض الواقعة بين النهر و البحر , اما اليوم فتعنى مناطق ال67 , والان تريد اسرائيل فرض معنى جديد لها : تلك المعازل العرقية المتناثرة بين المستوطنات بارض 67.
وعروس المدائن ليست بمناى عن هذا الخطر, فالقدس تعنى فقط البلدة القديمة فان تحررت البلدة القديمة تحررت كل القدس, والاقصى اصبح يعني فقط المسجد ذا القبة الزرقاء اما المصلى المرواني و الاقصى القديم فيمكن تسليمه لليهود باطار اتفاق استسلام...
وتسمية "حكومة خادم الحرمين الشريفين" اصدق تسمية لحكومة عربية ,فانها منسوبة للشخص الذي تعمل لحسابه على حساب كل ما عداه من الوطن المفترض
ومصر اصبحت تعني القاهرة والعراق تعني بغداد ,اما عاصمة الجزائر فهي الجزائر ,وتونس تونس ,وكذا حال هونغ كونغ , سنغافورة ,الكويت,المكسيك,البرازيل(برازيليا),غواتيمالا,الساف ادور(سان سلفادور),باناما,غينيا بساو(بساو)
واذا التمسنا العذر ل:هونغ كونغ , سنغافورة و الكويت لتسميها باسماء عواصمها كونها كلها مدن لا ترقى لمستوى الدولة الا ان قابليتها للاستعمار بترتها عن امتدادها الجغرافي و التاريخي , فاننا لا يمكننا تفسير حالة مصر ,الجزائر, تونس و المكسيك وباقي الدول الا على انها دلالة على ان المركز السياسي و الاقتصادي يقبع بالعاصمة اما ما عداها فهو مجرد مضاف وما دامت تونس العاصمة بخير فتونس كلها بخير ! وان سيطر الانقلابيون على مكتب الرئيس و الاذاعة و قيادة الجيش فانهم يسيطرون على الجزائر كلها , وان قررت سوريا الدولة نشر بالاخبار ان دمشق التي قررت ,اي ان مفهوم الاسم تقلص من الدلالة الى الدولة الى الدلالة الى العاصمة ونهاية الى المباني التي تأوي النظام . و عندما اعلن الامريكان احتلال العراق فانهم لم يكونوا قد احتلوا اكثر من بضعة قصور لصدام والاذاعة فكان هذا كافيا لاسقاطه.
ونرى ان التهدم بالمفهوم يكون بالدول المركزية الدكتاتورية , فلا يمكننا تصور مثلا ان يعني اليهود باسرائيل القدس (كأن يقول يهودي :انا ذاهب لاسرائيل ,قاصدا القدس),لان اسرائيل تعيش بقلوبهم كونهم الدولة التي تدافع عنهم (وليس مثل الدول العربية التي تقتل شعبها) ولا يمكننا تصور نجاح محاولة انقلابية باسرائيل او سائر الدول التي لا تتركز السلطات بها بمكتب الرئيس والاذاعة وبناية هيئة الاركان العامة (بل تتمركز بقلوب الشعب)
ولكن اذا ما كانت سنة بامطر من اخرى , فان كان فيضان هنا فجفاف هناك ,فان هناك دولا مشرقة ومفاهيما تتوسع : مثل تالف عشرات الدول الاوروبية و تسميها باسم واحد , وائتلاف دول بينالوكس قبلها( بلجيكا , هولندا, لوكسمبورغ) , وتوسع مفهوم امريكا من السواحل الشرقية الى الغربية و الان الى عالمنا الاسلامي . .....
وبشرى سارة! تراجع مفهوم اسرائيل بتخليها عن جنوب لبنان و غزة ,معا ويدا بيد حتى النصر!!
ونذير سوء ! مع ان العرب و اليهود ينحدرون من نفس الاب (ابراهيم الخليل) الا انه عندما يذكر مصطلح "معاداة السامية" فانه يقصد به فقط اليهود حتى لو كان العرب هم المتهمين بمعاداتها! اي ان ذلتنا سمحت لليهود بطردنا من قبيلتنا و سجّلوا على ظهورنا "مجهولي النسب" .
غني عن البيان انه عندما يقال ان الانسان اخترع السيارة (او الحاسوب) عام كذا فان المقصود بالجنس البشري هو الغرب وحده, و حتى لو استمر تواضع بعض علماء الغرب ونسبوا التطور الى الجنس البشري ولم يحصروه على الجنس الغربي, فاننا نخشى ان يتم تعريف الاجناس البشرية لغويا بناءا على اختراعاتها مما يعني اننا سوف نستبعد من مملكة الانسان .
لذا فانه يخشى ان تزداد الفجوة الحضارية بين العرب و الغرب الى درجة تجعل الغرب يصنّفنا بعد 100-200 عام ,اذا استمر العرب على ما عليه, من اقرب السلالات الى البشر.. وما نظرية داروين والنازية عنا ببعيد
اي انه عندما ترحل قوافل السلطات من الاطراف الى المركز فانه يرافقها انحسار مفهوم الاسم(كولومبيا الدولة مثلا) من معناه العام (كدولة) الى معناه الخاص (كولومبيا العاصمة)
باختصار: ان حصر مفهوم الحركة بالشيخ (او الرئيس او الادارة) وتحييد الكادر (بواسطة تجهيله بعدم اطلاعه على التحديات المختلفة بالحركة بشتى الحجج ,او بواسطة عدم مطالبته باداء واجباته (لان الواجبات ترتبط بشكل وثيق مع الحقوق) مع ما يترتب على ذلك من تحريم صريح وضمني لحق الكادر بالنقد ) يسبب شرخا بين السلطة و الشعب (الاعضاء) وشعورا بالاغتراب بل و العداوة بينهما سيؤدي بنا الى ما صارت اليه بغداد(سقوط عاصمة الخلافة بمجرد سقوط 3 بنايات)
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen