تحليل علم اجتماعي لحرمان اقرا كادرها من حقه بانتخاب ادارته , وحرمان ادارتها من حقهم بالتصويت
تتكون اقرا من هرم تتركز السلطات و المعلومات و القوة في راسه ,وهذا الهرم ركيزة لهرم اكبر منه بعلم اقرا وموافقتها:هرم الحركة الاسلامية القطرية في ال48 , ولكنه من الصحيح ايضا -وان كان من الطريف- الادعاء ان هذا الهرم الثاني ركيزة لهرم اكبر منه:الانظمة الدكتاتورية في العالم العربي و ان بغير علمه وحتى ان كان ميدانيا يقاوم هذه الانظمة , كونه يرسّخ انماط العلاقات الدكتاتورية بين الاتباع و راس الهرم
ان هذا المبنى الهرمي وشخصنة المؤسسات (اختزال سلطة المؤسسات بشخص الرئيس) يعبّر عن ضعف دور المؤسسات في هذه الاهرام . وبدل كون هذه المؤسسات ضوابط لتقييد سلطات راس الهرم فانها تختزل الى ادوات بيد راس الهرم للسيطرة على قاعدة الهرم. وبذا فان راس الهرم يكون فاقدا لشرعيته الجماهيرية فيسعى الى تنصيب نفسه خارج السياق التاريخي و الاجتماعي و التنظيمي واعتماد مرجعية خلاصية مهدوية (المهدي المنتظر ويمكننا كذلك تسميتها "صلاح دينية" او"رائد صلاحية") منبتّة الصلة بالواقع و تستمد شرعيتها و سلطتها من ذاتها لذاتها فتخلع على الرئيس هالة قدسية .ومن هنا فان القائد او الرئيس او راس الهرم (في حالتنا هذه الشيخ رائد صلاح بالاساس وبدرجة اقل رئيس اقرا و رئيس الادارة الطلابية ورؤساء كتل اقرا في الجامعات) لا يكون مجرد رئيس بل انه يكون الرئيس الملهم المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه , انه يكون رمزا و مستقبلا ويكون"انا الشعب و الشعب انا"(كما قال موسوليني). ومن هنا فان اي انتقاد له يكون اعتداءا لا على الشخص بل على الامة و مقدّراتها و مستقبلها ومزعزعا للاستقرار
اي ان راس الهرم يقوم بتفريغ المؤسسات من مضمونها لضمان سيطرته و وولائها له .وكأحد افرازات انعدام المؤسسات يظهر راس الهرم في عيون الشعب على انه الحجر الرئيسي في قصر الخورنق الذي اذا ازيل انهار القصر كله , ولذا فان الشعب يقدّس راس الهرم.
كما وان شعبا فاقدا للرؤية فانه يكون سلبيا فاقدا للمبادرة , ولا يشك للحظة بقدرته على التغيير بل يتطلع الى القوى العلوية كمسبب رئيسي للاحداث. وفي هذا المناخ فان الاسباب العادية تتخذ منحى خلاصيا قدسيا مهدويا هي الاخرى , وفي هذا المناخ تروج نظرية المؤامرة و كذلك الانتظار الشهير للمهدي المخلص او الشيخ رائد صلاح ويخطب الخطباء على المنابر"اللهم هيئ لهذه الامة من يحذو حذو صلاح الدين". ويكون من الاسهل على اقرا للرد على مطالبات المطالع لها بمنح اعضاء ادارتها و كادرها حق التصويت و الانتخاب , بالنظر بحذر حولها قبل ان تجيب السائل:"ان المطالع مطارد من قبل الشاباك" بهدف تخويف السائل و قطع علاقته بي و مقاطعة مدونة مبادرتنا (وهذا اخس و احط التصرفات الاقرئية حتى الان اذا انها تسعى لترسيخ الجبن لدى اتباعها بمواجهة الشاباك و جعله هو المعيار لا ارضاء الله , علما ان هذا التصرف الخسيس قد يرتد عليها كونها ليست اقل اسالة للعاب الشاباك ). ومن نفس الخلفية تنطلق شكوك احد قيادات الرسالة باني متواطئ مع الشاباك بسبب سعيي لمنح اعضاء ادارة و كادر اقرا حق التصويت
ويسعى راس الهرم لبناء نظام علاقات جديدة بينه و بين قاعدة الهرم بهدف احكام سيطرته عليه . من قبيل خلع القدسية على الرئيس او تعزيز النظرة الذاتية الدونية للاتباع .فيقوم راس الهرم مثلا بترسيخ الشعور بالانحطاط لدى العبيد كما كان يقوم قسس امريكا الشمالية لاقناع الهنود بانحطاطهم , وكذلك قد يقوم راس الهرم بالتركيز على طاعة راس الهرم من باب "واطيعوا اولي الامر منكم" .وفي سلسلة "طليعة البناء و التغيير"للشيخ رائد صلاح فانه يطلب من اتباعه "الطاعة" من اجل"البناء و التغيير" وانها لحماقة ما بعدها حماقة وتذكّر ب"على عينك يا تاجر" , فان التطوير و التغيير يحتاج الى تمرد و ابداع و انطلاق لا طاعة
وللاسف فقد انطلى نمط العلاقات هذا على اغلب اتباع اقرا مع ان تفنيده سهل للغاية للمطالعين:
1)الفرق بين الانسان و الحيوان هو العقل و عليه يحاسب الانسان و رفع القلم عن 3 كلهم فاقدوا العقل(النائم , الغلام والمجنون) و"لا تزر وازرة وزر اخرى " و"برزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا اصبرنا ام جزعنا ما لنا من محيص"
في النظام الهرمي يكون هناك عقل واحد عملاق يتحكم بالاتباع
2) الطاعة في التنفيذ , ومن السخف المطالبة الناس بالطاعة في التفكير
3) يسوق بعض اتباع الشيخ رائد انه على التابع ان يكون مطيعا مثل العامل في مصنع . ولكن هذه المقارنة لا تصح لوجهين
أ- في بداية سلسلة تصنيع المنتوج تتواجد وحدة التطوير و الابتكار (تماثل مرحلة صناعة الفكرة في الحركة الاسلامية) وفي هذه الوحدة فان الابداع هو المطلوب و ليس الطاعة
ب- يعمل الشريط الانتاجي على انتاج علب موحّدة اللون و الشكل , ولكن امل الحركة الاسلامية يفترض الا يكون تخريج اتباع معلّبين متشابهين بل يجب ان يكون هدفه انتاج قاده و كل قائد مختلف عن الاخر و يجب اعطاء الحرية لهم لتنمية قدراتهم
ولكن تجهيل الشعب سيف ذو حدين :حيث ان انعدام التثقيف السياسي و انعدام الوعي الجمعي الا في اطار القائد يقود الى انهيار هذا القصر في اول هزة يتعرض لها القائد الملهم , اذا ان وقع الخطا الصادر منه يزداد فجأة من الصفر الى السماء اذا تجاوز حدا معيّنا من باب"غلطة الشاطر بالف غلطة" وهذا يفسّر الانهيار السريع للانظمة الهرمية كما حدث مع الانظمة الشيوعية و الاتحاد السوفييتي الذي انهار خلال ساعات ( استيقظت ذات يوم فاذا بهم يقولون انهار الاتحاد السوفييتي فلم افهم كيف يمكن لقوة عظمى ان تختفي من غير عدو وخلال ساعات(كنت يومها صغيرا كما يبدو من نمط تفكيري)
ان راس الهرم يكون معنيا بتثبيت الوضع القائم لذا فان شعاره يكون"ممنوع الاقتراب ..ممنوع اللمس .. ممنوع التصوير"
وهذه اسس التحجر والتكلس التنظيمي و الفكري الذي يعاني منه النظام الهرمي , وهذا التحجر اكثر وطأة في عصر العولمة التي تتطلب الابداع للتعامل معها . وهذا سبب انهيار الانظمة الشيوعية الدغمائية و بقاء الراسمالية لمرونتها
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen