تخيّل انك تحولت الى فكرة , وليست اي فكرة , بل فكرة في عقل تسلسلي التفكير او انك على الاقل تراقب فكرة في هذا العقل التسلسلي
لننتقل الى مصنع صناعة السيارات و بالتحديد احد خط الانتاج فيه . اصف لكم احد خطوط انتاج السيارات في مصانع اوبل بمدينة قرب ماينز - المانيا كما رايته
نفق من الواح بلاستيكية شفافة يبلغ طوله 300-400 متر .مقسم الى غرف تصل بينها فتحات كبيرة من غير ابواب. كل غرفة لها وظيفة ما :رش السيارة بانواع الدهان المختلفة,تبريد وامور اخرى لا اعرفها.الارضية من شباك لتصريف الدهان الى احواض مياه الصرف.

ميزات خط الانتاج:
1) تدخل السيارات الشريط الواحدة تلو الاخرى ولا يمكن تبديل ترتيبها بعد دخولها
2) اي خلل او تاخير في اي مرحلة يوقف الشريط كله بعشرات سياراته , لذا يجب تفادي التاخيرات المتعلقة بالعامل البشري و هذا يقود الى ابتكار ايادي اصطناعية لانجاز المهمة من غير تدخل عوامل خارجية مثل التعب او رغبة العمل لدى العامل .تقوم الايدي الاصطناعية بانجاز مهمتها بدقة تامة بناءا على الاحداثيات ثلاثية الابعاد التي يتم القامها للحاسوب من قبل تشغيل الخط الانتاجي, وتتعامل مع هذه المعطيات حتى لو كانت السيارة قد انحرفت قليلا عن الخط او لو لم تكن هناك سيارة اصلا
3) لا يمكن تجاوز اي مرحلة فيه
4) بما انه يجب معالجة السيارات فترات زمنية محددة تختلف من مرحلة الى اخرى وفي نفس الوقت فان على الشريط ان يظل شغالا طول الوقت فانه يتم تعديل تركيزات المواد و طول الفترات الزمنية لتقليل اثر الفروقات الزمنية بين المراحل المختلفة من تاخير زمني (اي انه اذا كانت هناك 5 مراحل وكل منها تتطلب زمنا مثاليا معينا لانجاز مهمتها فانه يتم تعديل الازمنة لتتساوى فيما بينها لتفادي ايقاف الشريط في جميع مراحله بسبب الفترة الزمنية الطويلة في فترة معينة مفردة)
5) كل مرحلة تهتم بمهمة محددة من غير اي علاقة بالمهام الاخرى
كل صفات الخط الانتاجي هذا هي صفات الفكر التسلسلي :
1) يهتم بتفاصيل اللحظة الانية
2) لا يشغل باله بالمستقبل او الرؤية العامة
3) لا يمكنه التعامل المرن مع التغييرات البسيطة ولا يمكنه ابتكار طرق بديلة او تجاوز مراحل معينة لا فائدة منها
4) يقوم بتطويل زمن معالجة القضايا لملئ الفراغات الزمنية ريثما يتم تهيئة المرحلة التالية لاستيعاب الفكرة
5) نقطة بداية ,مسار و نهاية التفكير محددة ولا مفاجئات او حلول غير متوقعة
هذه هي صفات تفكير الالمان اذ ان تفكيرهم تسلسلي الى حد بعيد, ولكن الالمان بدؤوا بتجاوز هذه المرحلة الى مرحلة الابداع. فمثلا تقوم الايدي الاصطناعية بالمهام اما الالماني فانه يراقب عمل عدة اشرطة انتاجية من "اعلى" بالات التصوير ويتحكم فيها :ان رؤيته تكون عامة لعدة خطوط انتاجية

ما الفرق بين تفكير الالمان التسلسلي و تفكير المشايخ التسلسلي؟
1) بداية يجب لفت الانتباه ان الالمان بدؤوا بتجاوز مرحلة التفكير التسلسلي , فاضافة للمثال اعلاه عن مراقبة عدة خطوط انتاجية , فانه في ميناء هامبورغ (الالماني) يقوم بضعة من موظفي الميناء بالتحكم بسير عشرات السيارات الالية التي تنقل الحاويات من السفن الى المخازن . تقوم الرافعات بنقل الحاويات من السفن الى السيارات حسب برنامج معد سلفا وتقوم السيارات الالية بنقل الحاويات الى المخازن حسب برنامج معد سلفا(اي انه لا يوجد سائق في هذه السيارات الالية!!). وكذلك فان هناك برامج مرناة المانية مبدعة بحق مثل برنامج دلتا الذي يستضيفون فيه علماء من شتى المجالات المتنوعة لبحث قضية ما , مثلا لبحث قضية الوعي الجمعي فانه يستضيفون عالم اعصاب , عالم نفس, عالم اجتماع و خبير مواصلات. وتصل بعض برامجهم الى حد الشيزوفرينية الحقيقية فقد رايت فقرة اخبارية فنية تقوم بعرض خبر سريع(15 ثانية حوالي) ويبدا الخبر الذي يليه باخر كلمة من الخبر الاول حتى لو لم يكن هناك رابط بينهما, وهكذا على مدى عدة دقائق .
2) تتكون مسيرة الحضارات من مراحل ثنائية :مرحلة تسلسلي- انغلاق و ابداع-فوضى . صحيح ان الالمان يقبعون في نفس "نوع" المرحلة الحضارية التي يقبع فيها المسلمون:تسلسلي - انغلاق . و لكن الالمان يتواجدون في نقطة ابعد من النقطة التي يتواجد فيها المسلمون.اي ان الالمان تسلسلو التفكير فيما يخص انتاج السيارات و الالات ويهتمون بتفاصيل تكنولوجيا النانو او تفاصيل الة تصوير لتصوير المريخ, و لكن المسلمين وان كانوا تسلسلي التفكير مثل الالمان الا انهم يستثمرون فكرهم التسلسلي في التأمل في حكم نتف شيبة من لحية , فقد استفتيت موقع اسلام وب عن حكم المطالعة (فرض عين ام كفاية) فردوا ب3 اسطر , فقمت نكاية بهم باستفتائهم عن حكم نتف شيبة من لحيتي الوهمية لاثبت لاعضاء منتدى مبادرة انهم سيردون ردا اكثر تفصيلا من فتوى المطالعة , ولم يخيب مشايخ اسلام وب ظني بهم فقد ردوا على سؤالي ب 11 سطر.. . وقل هذا في 99% من فتاوى المشايخ وفي 99% من الامور التي تشغل جمعية اقرا (اهتم رئيس اقرا باستعمال ميساء لشعار جمعيته في مقالها ببانيت و لم يرد على مضمون المقال من حرمانه اعضائه و كوادره حق التصويت) و 99% من التي تشغل العرب و المسلمين
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen