ا(طور الاعداد)نبدا اليوم بعرض الكتاب اعلاه من سلسلة عالم المعرفة والتي يجدر بكل انسان غير غبي الاشتراك بها, وهي سلسلة كتب تصدر شهريا منذ عام 1978 من الكويت و حتى يومنا هذا و تتبنى كل شهر نشر كتاب مترجم او عربي الاصل باعداد كبيرة تصل الى 40 الف مما يجعل سعر الكتاب مضحك للغاية
إصدرات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآدابوبعد هذا المقال سوف نبدا بمشروع عملاق لتحطيم الاهرامات التي صمدت الاف السنين بوجه التاريخ و سنعالج الابداع كاسرين كل القوالب و الزوايا و المربعات و منطلقين خارج اللاحدود, سيتم تحويل مقالات الابداع الى افلام من قبل جنود الخفاء
تنقسم اللغة و الفكر تبعا لها الى صنفين حسب كيفية انتقال المعلومات :
الشفاهية الاولية- المجتمعات التي تتواصل فيما بينها بالكلام المنطوق ولم تتصل ابدا باي نص مكتوب (قبيلة على جزيرة بالمحيط الهادي)
الكتابية- استخدام الكتابة و بعدها الطباعة للتواصل (المانيا بلد الاوراق)
الشفاهية الثانوية - المجتمعات التي تتواصل فيما بينها بالكلام المنطوق (الهاتف , المرناة , الاذاعات, الافلام) و ان كانت تعرف الكتابة
الثقافة الشفاهية سبقت زمنيا الكتابية فمع ان الانسان ظهر على مسرح العالم قبل 30 -50 الف عام فان اقدم نص مكتشف هو نص فرعوني عن الاحلام قبل 5 الاف عام . ومن بين 3000 لغة محكية بالعالم اليوم هناك فقط 78 منها مكتوبة
الفروق بين اللغة الكتابية و الشفاهية
الثروة اللغوية - بالكتابية اعلى , تحوي الثروة اللغوية الانجليزية 1.5 مليون كلمة ويمكننا تتبع تاريخ هذه الكلمات , اما الشفاهية فلا تملك سوى بضعة الاف كلمة
التعلم- بالشفاهية بالممارسة (تعلم الصيد) اما بالكتابية فبالدراسة
السبق- الشفاهية تسبق الكتابية فكل كتابية كانت بالاصل شفاهية مجردة , ولكن ليس كل شفاهية تتحول تلقائيا الى كتابية
الشفاهية قائمة على الرواسم (الكليشيهات) و تكرر الفكرة لتحفظ
الزوال - الشفاهية الاولية تزول مباشرة بعكس الكتابية و الشفاهية الثانوية
الذاكرة - انت تعرف ما يمكنك تذكره لذا فيتم التفكير بطرق القوالب الجاهزة كالامثال و الرواسم و الصور البلاغية المتعارضة او السجع »لك من مالك ما أنفقت ومن ثيابك ما أبليت ","ومن نظر في العواقب سلم من النوائب"ا
التذكر- له اهمية كبرى(حفظ القران و الحديث و الكتب و كل شيء الحافظ لا المبدع,مقابل ابداع الغرب
التراكم - الشفاهية تراكمية بمدى اقل بكثير من الكتابية و تتعرض للتحوير و التحريف , تقرير الرسالة تراكم الافكار
التعقيد -
التفكير - ما دام الشفاهي لا يستطيع تذكر ما يستنتجه فانه يفكر ما يمكن تذكره
ترابط الجمل- يميل الشفاهي الى عطف الجمل بدلا من تراكبها
وطبعة دواي Douay)١٦١٠ ) للكتاب ا )قدس ا )نتجة في
ثقافة كانت لا تزال تحتفظ ببقايا شفاهية هائلة
»في البدء خلق الله السموات والأرض. وكانت الأرض خربة وخالية
وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه ا )ياه. وقال الله ليكن نور
فكان نور. ورأى الله النور أنه حسن. وفصل ب } النور والظلمة. ودعا الله
النور نهارا والظلمة دعاها ليلا. وكان مساء وكان صباح يوما واحدا .«
فهنا نرى تسع »واوات « ابتدائية.
الكتاب ا لمقدس الأمريكي الجديد( ١٩٧٠ )
»في البدء عندما خلق الله السموات والأرض كانت الأرض أرضا
خرابا بلا هيئة وكان الظلام يغطي وجه الغمر في حين كانت الريح العاتية
ترف فوق ا لمياه. حينئذ قال الله: »ليكن نور فكان نور. رأى الله كيف أن
النور حسن بعد ذلك فصل الله النور من الظلمة. سمى الله النور »نهارا «
وسمي الظلام »ليلا «. هكذا أتى المساء وتبعه الصباح-اليوم الأول
الشفاهية تراعي راحة المتكلم اما الكتابية فانها تعنى بتنظيم الخطاب و تحليله و تقسيمه
٢- الأسلوب التجميعي في مقابل التحليلي
ترتبط سمة التجميعية ارتباطا وثيقا بالاعتماد على الصيغ لتقوية
الذاكرة فعناصر الفكر والتعبير الشفاهي لا تميل إلى أن تكون وحدات
منفردة بسيطة بل إلى أن تأتي على هيئة عناقيد من الوحدات كتلك العبارات
ا لمتوازية أو المتعارضة سواء كانت في جمل بسيطة أو مركبة أو كانت نعوتا ,»الجندي الشجاع « بدلا من »الجندي «; و »الأميرة الجميلة «بدلا من »الأميرة «; و »شجرة الجوز العاتية « بدلا من »شجرة الجوز «.
وتعد الرواسم المستخدمة في التشهير السياسي في كثير من الثقافات
النامية ذات التكنولوجيا ا لمنخفضة-مثل »عدو الشعب « و »تجار الحرب
الرأسماليون «-وهي شعارات تبدو لذوي الثقافة الكتابية الرفيعة شعارات
سخيفة تعد بقايا صيغية لعمليات الفكر الشفاهي. ومن الدلائل الكثيرة
التي أخذت حدتها بالاضمحلال على وجود درجة عالية من البقايا الشفاهية
في ثقافة الاتحاد السوفييتي (سابقا) الإصرار على الكلام هناك دائما عن
»ثورة ٢٦ أكتوبر اﻟﻤﺠيدة «-والصيغة النعتية هنا ترسيخ إجباري للمعنى
(ليبيا فهد
٣- الأسلوب الإطنابي أو »الغزير
يتطلب الفكر نوعا ما من الاطراد. وتؤسس الكتابة في النص »خطَّاً «
من الاطراد خارج العقل. وإذا كان تشتيت الانتباه يخلط أو يطمس من
العقل السياق الذي برزت منه ا )ادة التي أقرؤها الآن فمن ا )مكن استعادة
السياق بإرجاع البصر سريعا عبر النص على نحو انتقائي
فالعقل
يركز طاقاته على التحرك إلى أمام F لأن ما يعبره يقع خافتا خارجه F ويكون
دائما متاحا أولا بأول على الصفحة ا )كتوبة. ويختلف ا )وقف في الخطاب
الشفاهي; فليس ثمة شيء تستدبره خارج العقل; لأن ا )نطوق الشفاهي
يكون قد تلاشى uجرد أن ينطق به. ومن ثم يكون على العقل أن يتحرك
إلى أمام بشكل أكثر بطئا F محتفظا قريبا من بؤرة الانتباه بالكثير pا قد
تناوله قبلا. ذلك أن الإطناب F أي تكرار ما قد قيل توا F يجعل كلا من ا )تكلم
والسامع على الخط نفسه بشكل مؤكد
)ا كان الإطناب gيز الفكر والتعبير الشفاهي F} فهو إذن في دلالته
العميقة ألصق بالفكر والتعبير منه بالتفكير الخطي ا )شتت. ويعد هذا
النوع من التفكير F أو الفكر والتعبير التحليليان uثابة إبداع مصطنع F قائم
على تكنولوجية الكتابة. ويتطلب تقليل الإطناب بدرجة مؤثرة تكنولوجيا
تقليص الوقت F أي الكتابة التي تفرض نوعا من العناء على النفس من أجل
منع سقوط التعبير في أكثر أ —اطه طبيعية. وتستطيع النفس أن تصمد
للعناء جزئيا F لأن الكتابة اليدوية عملية بطيئة نوعا ما من الناحية العضلية F
حيث تستغرق في العادة نحو عشر سرعة الكلام الشفاهي
ومع الكتابة يكون العقل مدفوعا بالقوة إلى —ط متباطئ من العمل F على
نحو gنحه فرصة للتدخل في عملياته الإطنابية الأكثر طبيعية كما gنحه
والإطناب كذلك أمر محمود في الظروف ا )ادية للتعبير الشفاهي أمام
جمهور كبير F حيث يبرز الإطناب في الحقيقة أكثر pا يبرز في معظم
المحادثات وجها لوجه. فليس في إمكان كل فرد في الجمهور الكبير فهم كل
كلمة يتفوه بها ا )تكلم F وهو أمر قد يحدثه سوء ا )كان من حيث القدرة على
توصيل الصوت. ومن صالح ا )تكلم أن يقول الشيء نفسه F أو ما يعادله F
مرت } أو ثلاثا.
و pا يشجع كذلك على الإطناب حاجة خطيب المحافل إلى الاستمرار
في خطبته وهو يدير في عقله ما سوف يقوله في اللحظة التالية. ذلك أن
التردد في الإلقاء الشفاهي F يكون علامة على القصو
ومن هنا كانت إعادة الشيء F بشكل فني إذا أمكن F أفضل من
التوقف عن الكلام جريا وراء الفكرة التالية. والثقافات الشفاهية تشجع
الذلاقة F وا )بالغة F وطلاقة اللسان. وقد دعا البلاغيون هذه السمات غزارة
Copia وظلوا يشجعونها دون وعي منهم F ح } حولوا البلاغة من فن للخطابة
إلى فن للكتابة
٤- الأسلوب المحافظ أو التقليدي
و uا أن ا )عرفة المحولة إلى مفاهيم في الثقافة الشفاهية الأولية سرعان
ما تتعرض للتلاشي F إذا لم تتكرر جهرا على مسمع من الناس F فإن اﻟﻤﺠتمعات
الشفاهية تحتاج إلى توظيف طاقة عظيمة في قول ما قد حصلته من
معرفة uشقة على مر الأجيال وفي إعادة قوله. وهذه الحاجة تؤسس حالة
عقلية تقليدية أو محافظة جدا على نحو يحول منطقيا دون التجريب
الذهني. وا )عرفة صعبة ا )نال وثمينة; واﻟﻤﺠتمع يقدر تقديرا عاليا حكماءهم
الكبار من الرجال والنساء الذين يناط بهم حفظها; والذين يستطيعون أن
يحكوا قصص الأيام الخوالي. أما الكتابة F والطباعة بشكل خاص F فإنها
بتخزينها ا )عرفة خارج الذهن F تحط من شأن أولئك الحكماء الكبار من
الرجال والنساء F الذين يعيدون صوت ا )اضي F وتعلي من شأن الشباب
الذين يكتشفون الأمور الجديدة.
النظم القانونية في حضارة سومر ا )بكرة (أوبنها *
F١٩٦٤ ص ٢٣٢ ). لكن النص الذي يأخذ على عاتقه بعض الوظائف التقليدية
يحرر الذهن من ا )همات المحافظة F أي من مهمة الحفظ F وبذا gكن الذهن
من التحول إلى أفكار جديدة (هافلوك F١٩٦٣ ص ٢٥٤ - ٣٠٥ ). والواقع أن
البقايا الشفاهية في أي ثقافة كتابية gكن قياسها إلى حد ما من العبء
التذكري الذي تثقل الذهن به F أي من كمية الحفظ الذي تتطلبه نظمها
التعليمية (غودي
ولا تكمن أصالة السرد في تأليف
قصص جديدة F بل في القدرة على التفاعل مع جمهور بعينه في وقت بعينه-
حيث ينبغي في كل مرة أن تقدم القصة بشكل متفرد في موقف متفرد.
ذلك أنه في الثقافات الشفاهية يجب حفز الجمهور للاستجابة بحماسة
عالية. بل قد يدخل القصاص كذلك عناصر جديدة إلى القصص القد gة
٦- لهجة اﻟﻤﺨاصمة
التجريد و التجسيد .التعامل مع الافكار لا الاشخاص, الشتائم
ذلك أنه )ا كان التواصل اللفظي لابد أن يتم با )شافهة ا )باشرة F uا يتضمنه
ذلك من ديناميات الصوت في عملية الأخذ والرد F فإن العلاقة فيما ب }
الأشخاص تحتفظ بدرجة عالية من التجاذب F ودرجة أعلى من ا )نازعة.
أما الجانب الآخر من التهاجي أو الإفحاش في الكلام في الثقافات
الشفاهية أو التي لا تزال فيها آثار للشفاهية F فهو ا )دح ا )فرط الذي
يرتبط بالشفاهية في كل مكان وهذا أمر معروف جيدا في قصائد ا )دح
الشفاهية
ويبدو ا )دح ا )ذموم في التقاليد البلاغية القد gة
ا )تخلفة من الشفاهية للمنتم } إلى ثقافة كتابية عالية مدحا غير مخلص F
منفوخا دعيّا بشكل مضحك. لكن هذا ا )دح في العالم الشفاهي يناسب العالم الشفاهي ا )ستقطب ما ب } الخير والشر والفضيلة والرذيلة F والأشرار
والأبطال
٧- الميل إلى المشاركة الوجدانية في مقابل الحياد الموضوعي
يعني فعل التعلم أو التعرف في نظر الثقافة الشفاهية إنجاز انتماء
حميم ومشاركة وجدانية وجماعية مع ا )عروف; أي احتواءه (هافلوك F١٩٦٣
ص ١٤٥ - ١٤٦ ). أما الكتابة فتفصل ب } العارف وا )عروف F وتبني شروطا ل
»ا )وضوعية F« uعنى عدم الارتباط الشخصي F أو الابتعاد
"المشكلة الهوميرية
gكن وصف اﻟﻤﺠتمعات الشفاهية با )قارنة مع اﻟﻤﺠتمعات الكتابية بأنها
متوازنة (جودي وواط F١٩٦٨ ص ٣١ - ٣٤ ). وهذا يعني أن اﻟﻤﺠتمعات الشفاهية
تعيش إلى حد كبير جدا في الحاضر F على نحو يحفظها في توازن أو اتزان
من خلال التخلص من الذكريات التي لم يعد لها صلة بالحاضر.
توازن الثقافات
الشفاهية في حفظ سلاسل النسب. وقد اتضح في السنوات الأخيرة أن
سلاسل النسب ا )ستخدمة شفاهيا في فض ا )نازعات في المحاكم F ب }
شعب التيف في نيجيريا F تختلف بشكل واضح عن تلك ا )سجلة كتابة على
أيدي البريطاني } قبل أربع } عاما (وهي سلاسل سجلت بسبب أهميتها
حينئذ في فض منازعات المحاكم كذلك). وقد زعم أبناء شعب التيف
ا )تأخرون أنهم كانوا يستخدمون سلاسل النسب نفسها على مدى الأربع }
عاما السابقة F وأن السلاسل ا )كتوبة في تلك الحقبة خاطئة. وما حدث هو
أن سلاسل النسب الأخيرة كانت قد عدلت لتتلاءم والعلاقات الاجتماعية
ا )تغيرة ب } التيف. وإذن كانت سلاسل النسب هي هي من حيث إن الوظيفة
التي أدتها كانت هي هي
أي تنظيم العالم الواقعي.
أي أن ماصدق في ا )اضي يخضع )ا يصدق في الحاضر
»فقد الذاكرة البنيوي « ب } شعب الكونجا في غانا. إذ
تب } السجلات البريطانية ا )كتوبة في مطلع القرن العشرين أن التقاليد
الكونجية الشفاهية كانت تصور حينئذ نديوورا جاكبا F مؤسس دولة الكونجا F
على أنه كان له سبعة أولاد F كان كل واحد منهم حاكما على إقليم من
الأقاليم السبعة للدولة. وعندما سجلت أساطير الدولة مرة أخرى بعد
ست } عاما F كان إقليمان من الأقاليم السبعة قد اختفيا F واحد بدمجه في
آخر F وواحد بسبب تغيير في الحدود. وهنا أصبح لنديوورا جاكبا في
الأساطير الأخيرة خمسة أولاد F دون ذكر للإقليم } ا )نقرض }. لقد كان
أبناء شعب الكونجا لا يزالون على صلة مع ماضيهم F قادرين على تذكر هذه
الصلة في أساطيرهم; غير أن جزء ا )اضي الذي لم تعد له صلة وثيقة
مباشرة بالحاضر أسقط من الحسبان.
وما تعنيه هذه الأمثلة لسلاسل النسب الشفاهية هنا يستحق الوقوف
عليه. فالجريو ٣×)Griot ) في أفريقيا الغربية أو أي نساب آخر سوف يحفظ
تلك السلاسل التي يستمع لها جمهوره. وإذا كان يعرف سلاسل للنسب لم
تعد هناك حاجة إليها فسوف يسقطها من قوائمه لتختفي في النهاية. ولا
شك أن الاحتمال الأكبر هو أن تعيش سلاسل نسب ا )نتصرين سياسيا
أطول من تلك الخاصة با )نهزم }. ويلاحظ هنيج ( F١٩٨٠ ص ٢٥٥ ) F في
تقاريره عن قوائم ملوك غندا Ganda وميورو Myoro أن »الطريقة الشفاهية...
تسمح للأجزاء غير ا )ريحة من ا )اضي بأن تنسى بسبب »مقتضيات الحاضر
ا )ستمر «. كذلك ينوع الرواة الشفاهيون ا )هرة عن عمد في سردهم التقليدي;
لأن جزءا من مهارتهم يتمثل في قدرتهم على التلاؤم مع ا )تلق } الجدد
وا )واقف الجديدة F أو في قدرتهم على التلاعب. وحافظ الأنساب في
٩- موقفية أكثر منها تجريدية
Sيل الثقافات الشفاهية إلى استخدام ا )فاهيم في أطر موقفية وإجرائية
تعتمد على مرجعية ذات درجة ضئيلة من التجريد F uعنى أنها تظل قريبة
من عالم الحياة الإنسانية ا )عيش
وقد توصلت آن أموري باري ( ١٩٧٣ ) إلى النقطة نفسها تقريبا عن
النعت Amymon الذي أطلقه هوميروس على إيجاستوس. فهذا النعت لا
يعني »لا لوم عليه « وهو معنى مجرد تجريدا دقيقا على يد الكتابي } الذين
ترجموا ا )صطلح F ولكنه يعني »جميل على النحو الذي يكونه المحارب وهو
يستعد للقتال .
ميز أفراد العينة الأميون (الشفاهيون) الأشكال الهندسية بأن نسبوا
إليها أسماء أشياء F وليس مجردات من مثل الدوائر وا )ربعات وغيرها.
فسموا الدائرة طبقا F أو منخلا F أو دلوا F أو ساعة F أو قمرا F وا )ربع سموه
مرآة أو بابا أو بيتا F أو لوحا لتجفيف ا )شمش. وهكذا ميز أفراد عينة لوريا
الرسوم بوصفها Sثيلات لأشياء حقيقية كانوا يعرفونها F فهم لم يسبق لهم
أبدا أن تعاملوا مع دوائر أو مربعات مجردة ولكن مع أشياء مجسدة. ومن
ناحية أخرى فإن طلاب مدرسة ا )علم } من الذين تلقوا قدرا من التعليم
ميزوا الأشكال الهندسية بأسماء هندسية تصنيفية الدوائر F وا )ربعات F
وا )ثلثات F وغيرها
قدمت لأفراد العينة رسومات لأربعة أشياء F ثلاثة منها تنتمي إلى
صنف بعينه والرابع إلى صنف آخر F وسئلوا أن يجمعوا معا تلك الرسوم
ا )تشابهة أو التي gكن وضعها في مجموعة واحدة أو إدرجها تحت كلمة
واحدة. وكانت إحدى اﻟﻤﺠموعات تتكون من رسوم لأشياء مثل: مطرقة F
ومنشار F وزند الخشب ( ٥) F وبليطة. أما أفراد العينة الأميون فلم ينظروا إلى
اﻟﻤﺠموعة بشكل منتظم في عبارات تصنيفية (ثلاث أدوات F وزند الخشب
ليس بأداة) ولكن في عبارات خاصة uواقف عملية (تفكير عياني)-دون
الإشارة على الإطلاق إلى تصنيف اﻟﻤﺠموعة بوصفها »أدوات « فيما عدا
زند الخشب. ولو كنت عاملا تستخدم أدوات ورأيت زند الخشب فسوف
تفكر في استعمال الأداة معه لا في إبعاد الأداة عما صنعت من أجله F وكل
ذلك في لعبة ذهنية شاذة إلى حد ما. وقد قال أحد الفلاح } الأمي F}
وكان عمره ٢٥ عاما F عن هذه اﻟﻤﺠموعة: »إنها تبدو جميعا متشابهة. فا )نشار
سوف يقطع زند الخشب والبليطة سوف تفتته إلى قطع صغيرة. ولو كان
لي أن أنحي جانبا إحدى هذه الأدوات لنحيت البليطة فهي لا تقوم بوظيفتها
كما يقوم بها ا )نشار ( F١٩٧٦ ص ٥٦ ). و )ا أخبر أن ا )طرقة F وا )نشار F والبليطة
كلها أدوات فإنه لم يأبه للتصنيف F وأصر على التفكير العياني: »صحيح F
ولكن حتى لو كان لدينا أدوات فنحن لا نزال في حاجة إلى خشب وإلا فلن
نستطيع أن نبني أي شيء « (ا )صدر نفسه). و )ا سئل عن رأيه في رفض
شخص آخر أحد الأشياء في مجموعة أخرى من أربعة عناصر سبق أن
شعر هو بأنها جميعا متسقة معا F أجاب »لعل هذا النوع من التفكير يجري
في دمه .
الأمي } لا
يلجأون إلى عمليات التفكير الصوري القياسي على الإطلاق ولكن ذلك لا
يعني أنهم لا يستطيعون أن يفكروا F أو أن تفكيرهم لم يكن محكوما با )نطق F
بل يعني أنهم رفضوا حشر تفكيرهم في الأشكال ا )نطقية الخالصة F لأن
هذه الأشكال بدت لهم غير مثيرة. و )اذا ينبغي أن تكون مثيرة? إن الأقيسة
ا )نطقية تنتمي إلى الفكر F ولكن في الأمور العملية لا أحد يتصرف بوساطة
الأقيسة ا )نطقية التي صيغت صياغة صورية.
ا )عادن الثمينة لا تصدأ. الذهب معدن ثم }. هل يصدأ أم لا? تضمنت
الإجابات التي تلقاها لوريا عن هذا التساؤل: »هل تصدأ ا )عادن الثمينة أم
لا? هل يصدأ الذهب أم لا ? « (فلاح F عمره ١٨ سنة) F »ا )عدن الثم } يصدأ.
الذهب الثم } يصدأ « (فلاح أمي عمره ٣٤ سنة) ( F١٩٧٦ ص ١٠٤ ). في
أقصى الشمال حيث يكثر الثلج كل الدببة بيضاء. نوفايا زمبلا تقع في
أقصى الشمالي وهناك دائما ثلج. ما لون الدببة هناك?. هاك استجابة
تقليدية F »لا أعرف. لقد شاهدت دبا أسود. ولم يسبق لي أن شاهدت أي
دببة أخرى.. فكل مكان فيه حيواناته الخاصة به F١٩٧٦)« ص ١٠٨ - ١٠٩ ).
ذلك أن ا )رء يعرف لون الدببة بالنظر إليها. ومن ذا الذي سمع من قبل في
الحياة العملية uحاولة التعرف على لون الدب القطبي بالقياس العقلي?
وكيف لي أن أعرف على نحو جازم أن كل الدببة بيضاء اللون في بلد يكثر
فيه الثلج? وعندما طرح القياس ا )نطقي على رئيس مزرعة جماعية عمره
٤٥ سنة وتعليمه غاية في الضآلة استطاع أن يجيب عن السؤال قائلا »جريا
على ما تقول F ينبغي أن تكون جميعا بيضاء
واجه أفراد عينة لوريا الأميون صعوبة في القيام بنقد ذاتي واضح.
فالنقد الذاتي يتطلب قدرا معينا من تفكيك ا )وقف. إنه يدعو إلى عزل
النفس F النفس التي يدور حولها العالم ا )عيش كله بالنسبة لكل فرد F كما
يدعو إلى إزالة مركز كل موقف (آخر) من ذلك ا )وقف بدرجة تسمح للمركز F
أي النفس F بأن يفحص ويوصف. ولم يضع لوريا أسئلته إلا بعد حديث
مطول عن خصائص الناس واختلافاتهم الفردية ( F١٩٧٦ ص ١٤٨ ). سئل
رجل عمره ٣٨ سنة F من معسكر رعي جبلي ( F١٩٧٦ ص » :(١٥٠ أي نوع من
الناس أنت? كيف هي شخصيتك? ما صفاتك الحميدة وما عيوبك? كيف
تصف نفسك? « فقال: »لقد أتيت إلى هنا من أش-كرجان. كنت فقيرا معدما F
والآن أنا متزوج ولي أولاد » .« وهل أنت راض عن نفسك أو أنك تود أن تكون
مختلفا? : »لو كان لدي قطعة أرض أكبر قليلا لأزرع فيها بعض القمح
لكان الأمر أفضل «. وهنا نجد أن الأمور الخارجية تتطلب الاهتمام. أما
الإجابة عن سؤال: »وما عيوبك? « فكانت: »هذه السنة زرعت بودا (وزن
روسي يساوي ٣٦ رطلا تقريبا) من القمح F ونحن بالتدريج نتدارك العيوب .«
وهذه إشارة إلى مواقف خارجية إضافية. وأضاف: »الناس يختلفون-فيهم
الهادىء F وفيهم حاد ا )زاج F وبعضهم ذاكرته ضعيفة أحيانا »أما عن سؤالكم:
»ماذا ترى في نفسك? « (فأقول لكم:) »سلوكنا طيب-فلو كنا أناسا سيئ } )ا
احترمنا أحد F١٩٧٦) « ص ١٥ ). إن التقو * الذاتي مفرغ في تقييم جماعي.
والأشخاص الذين استوعبوا الكتابة لا يكتبون فقط بل يتكلمون بالطريقة
الكتابية uعنى انهم ينظمون F بدرجات متفاوتة F تعبيرهم الشفاهي في أ —اط
فكرية ولغوية لم تكن لتتأتى لهم لو لم يكونوا pارس } للكتابة. و uا أن
النظام الشفاهي للفكر لا يتبع هذه الأ —اط F فإن الكتابي } ينظرون إليه
بوصفه نظاما ساذجا.
كذلك لا ينبغي أن نتخيل أن الفكر ا )ؤسس شفاهيا فكر »سابق للمنطق « أو
»غير منطقي « بأي معنى تبسيطي-كأن نظن أن الشفاهي } لا يفهمون
العلاقات السببية F فهم يعرفون Sاما أنك إذا دفعت بشدة شيئا متحركا F
فإن الدفعة تسبب حركة هذا الشيء. أما الذي لا يعرفونه حقا فهو أنهم لا
يستطيعون أن ينظموا تسلسلات دقيقة من الأسباب بالطريقة التحليلية
ا )تتابعة خطيا التي لا gكن إنشاؤها إلا uساعدة النصوص. أما السلاسل
التي ينتجونها F مثل سلاسل الأنساب F فليست تحليلية بل تجميعية
اعتبر افلاطون الكتابة ظطريقة الية و لا انسانية لاكتشاف المعرفة بل انها لا تجيب عن سؤال و لا تحفظ ذاكرة
الدور العقلي للشخصيات البطولية »الثقيلة « والعجيبة
ولكي تضمن الشخصيات
البطولية أهميتها وقابليتها للذكر فإنها Sيل إلى أن تكون شخصيات —طية F
مثل: نستور الحكيم F أخيل الهائج F أوديسيوس ا )اهر F مويندو كامل الكفاءة
(ووصفه الشائع: »الصغير السائر لحظة ولادته «) ولا يزال يفرض الاقتصاد
في الجهد العقلي أو التذكري نفسه حيثما وجدت الأجواء الشفاهية في
الثقافات الكتابية F على نحو ما في حكاية القصص الخرافية للأطفال: مثل
قصة الصغيرة ذات القلنسوة الحمراء بكل براءتها ا )ذهلة والذئب الشرير
الذي لا حدود لشره ونبتة الفاصوليا فائقة الطول التي يتحتم على جاك أن
يتسلقها F ذلك أن الشخصيات اللا إنسانية تكتسب أبعادا بطولية هي الأخرى.
وتضيف الشخصيات العجيبة هنا معينا آخر للذاكرة: فمن السهل تذكر
السيكلوبس ( ١٠ ) أكثر من تذكر وحش ذي عين F
ومجموعات العدد القائمة على الصيغة هي كذلك معينة على التذكر: السبعة
ضد طيبة ( ١٢ ) F والنساء الثلاث الجراياي ( ٧× ) ( ١٣ ) F والأقدار الثلاثة
و )ا كانت الكتابة F وفي النهاية الطباعة F تغير من البنيات العقلية الشفاهية
القد gة F فقد قل اعتماد السرد القصصي شيئا فشيئا على الشخصيات
»الثقيلة « حتى أمكنه أن يتحرك في يسر F بعد ثلاثة قرون من الطباعة F في
عالم الحياة الإنسانية العادي ا )ألوف في الرواية. وهنا F نلتقي في النهاية F
بالبطل الضد في مكان البطل F والبطل الضد هذا ينكص على عقبيه ويهرب F
بدلا من أن يواجه الخصم ببسالة
أما الشخصية البطولية الرائعة فقد أدت وظيفة
بعينهما من أجل تنظيم ا )عرفة في العالم الشفاهي. ولا يحتاج ا )رء-مع
التحكم في ا )علومات والذاكرة التي أنتجتها الكتابة
ولم يحدث أن أخذ البشر-عندما
كانوا يفكرون بالكون أو الدنيا أو »العالم-في التفكير أساسا في شيء مبسوط
أمام عيونهم F كما في الأطالس الحديثة F أو في سطح أو مجموعة من
الأسطح جاهزة للاكتشاف (فالرؤية تظهر الأسطح للعيان) إلا بعد انتشار
الطباعة وتزايد الخبرة بالخرائط التي جعلتها الطباعة pكنة. ولم يعرف
العالم القد * الكثير من »ا )كتشف F«} برغم أنه عرف بالتأكيد كثيرا من
الجوال F} والرحالة F وا )سافرين F وا )غامرين F والحجاج.
ومن الواضح أن معظم خصائص الفكر والتعبير القائم } على أساس
الشفاهية F وهي الخصائص التي ناقشناها من قبل في هذا الفصل F ترتبط
ارتباطا حميما بالنظام الصوتي الذي يدركه البشر F وهو نظام يفضي إلى
التوحيد وإلى الاتجاه نحو ا )ركز ونحو الداخل. والنظام اللغوي الذي يسود
فيه الصوت يتفق مع ا )يول التجميعية (ا )ساعدة على الائتلاف) أكثر من
اتفاقه مع ا )يول التحليلية F التجزيئية
وهو يتفق كذلك مع النظرة الكلية المحافظة (ا )تمثلة في الحاضر ا )ستقر الذي يجب أن يحتفظ به سليما F
وفي التعبيرات القائمة على الصيغة التي يجب أن يحتفظ بها دون تغيير) F
ومع التفكير ا )واقفي (ا )رتبط بالنظرة الكلية أيضا F حيث يكون الفعل
الإنساني في ا )ركز) أكثر من اتفاقه مع التفكير اﻟﻤﺠرد. كذلك يتفق مع
تنظيم له صبغه إنسانية للمعرفة التي تدور حول أفعال الكائنات الإنسانية
أو تلك التي تتعامل معاملة البشر أي مع الأشخاص الذين أصبحوا جزءا
من دخيلة الناس أكثر من اتفاقه مع الأشياء اللاشخصية
لأن الشفاهية
الأولية بقيت آثارها F كما سوف نرى F على مدى عدد من القرون بعد اختراع
الكتابة بل حتى الطباعة نفسها. ولم يكن السيميائيون( ١٠× ) وهم أصحاب
الدراية التامة بالكتابة F gيلون F إلى وقت متأخر هو بداية عصر النهضة
الأوروبية F إلى وضع اسم مكتوب على البطاقات الخاصة بقنانيهم
وصناديقهم F بل كانوا يضعون عليها علامات أيقونية F مثل العلامات اﻟﻤﺨتلفة
في دائرة البروج F وكذلك لم يكن أصحاب المحلات gيزون محلاتهم بكلمات
ذات حروف ولكن برموز أيقونية F مثل شجيرة اللبلاب رمزا للحانة والعمود
الحلزوني الذي يضعه الحلاقون أمام محلاتهم والكرات الثلاث التي يدل
بها ا )رتهنون على صنعتهم عن التمييز الأيقوني F انظر بيتس ١٩٦٦ ). وهذه
الشارات أو العلامات ا )ميزة لا تسمي ما تشير إليه على الإطلاق F فعبارة
»شجيرة اللبلاب « ليست هي »الحانة « وليست »العمود « هي »الحلاق
فمن دون الكتابة لا يستطيع العقل
الكتابي أن يفكر على النحو الذي يفعله ليس فقط
عندما gارس الكتابة بل حتى في حالة إنشائه
أفكاره في شكل شفاهي. لقد غيرت الكتابة شكل
الوعي الإنساني F أكثر من أي اختراع آخر.
إن الكتابة تخلق ما سماه بعض الباحث } لغة
»طليقة من السياق « (هيرش F١٩٧٧ ص ٢١ - F٢٣ ص
٢٦ ) أو الخطاب »ا )ستقل « (أولسن ١٩٨٠ أ); وهو
خطاب لا gكن مساءلته أو معارضته F على نحو ما
يحدث في الخطاب الشفاهي; ذلك لأن الخطاب
ا )كتوب منفصل عن مؤلفه.
وقد gكن تحدي
ا )ؤلف لو أمكن الوصول إليه F ولكن ا )ؤلف لا gكن الوصول إليه في أي
كتاب: فليس ثمة طريقة مباشرة لدحض نص; فحتى بعد التفنيد الكلي
وا )دمر لأفكار الكتاب F يظل النص يقول ما قاله من قبل Sاما. وهذا أحد
الأسباب لشيوع عبارة »الكتاب يقول F« uعنى أن القول صحيح. وهو أيضا
أحد الأسباب التي من أجلها أحرقت الكتب. والنص الذي يقول ما يعرف
العالم كله أنه باطل F سيظل يقول هذا البطلان إلى الأبد F ما بقي النص.
فالنصوص عصية بطبيعتها.
أفلاطون والكتابة والحواسيب
ينزعج كثيرون ويدهش معظم الناس F ح } يعلمون أن الاعتراضات ا )ثارة
اليوم ضد الحواسيب هي في جوهرها الاعتراضات نفسها التي أثارها من
قبل أفلاطون في فيدروس ( ٢٧٤ - ٢٧٧ ) ( ٢) وفي الرسالة السابعة ضد الكتابة;
إذ قال أفلاطون على لسان سقراط في فيدروس إن الكتابة غير إنسانية F
تدعي أنها تؤسس خارج العقل ما لا gكن في الواقع أن يكون إلا داخله.
ذلك أن الكتابة شيء; نتاج مصنوع. والشيء نفسه يقال بطبيعة الحال عن
الحواسيب. ثانيا: يذهب سقراط الذي يتحدث أفلاطون من خلاله إلى أن
الكتابة تدمر الذاكرة F فأولئك الذين يستخدمونها سوف يصبحون كثيري
النسيان F يعتمدون على مصدر خارجي )ا يفتقدونه في ا )صادر الداخلية.
أي أن الكتابة تضعف العقل. واليوم يخشى الآباء وغيرهم من أن حاسبات
الجيب تزود التلاميذ uصدر خارجي )ا ينبغي أن يكون مصدرا داخليا
لجداول الضرب المحفوظة F أي أن الحاسبات تضعف العقل F وترفع عنه
عبء العمل الذي يحافظ على قوته. ثالثا: إن النص ا )كتوب لا يستجيب
للسائل }. فإذا سألت شخصا أن يشرح ما قاله أو قالته F فسوف تحصل
على شرح; أما إذا استجوبت نصا F فلن تحصل على شيء فيما عدا الكلمات
نفسها F الغبية غالبا F التي استوجبت سؤالك في ا )قام الأول. وفي الانتقاد
الحديث ا )وجه للحاسوب F يشيع الاعتراض نفسه: »قمامة تدخل F وقمامة
تخرج «. رابعا: يتهم سقراط F Sاشيا مع العقلية الخصامية للثقافات
الشفاهية F الكتابة كذلك بأنها لا gكن أن تدافع عن نفسها على نحو ما
gكن للكلمة ا )نطوقة; فالكلام والفكر الحقيقيان يوجدان دائما في الأساس
في سياق من الأخذ والعطاء ب } أشخاص حقيقي }. أما الكتابة فسلبية F
خارجة عن هذا السياق F تحيا في عالم غير حقيقي F أو غير طبيعي. وهذا
ينطبق على الحواسيب أيضا.
والطباعة عرضة لهذه الاتهامات نفسها من باب أولى. ذلك لأن أولئك
الذين انزعجوا من شكوك أفلاطون حول الكتابة سوف يزداد انزعاجهم
عندما يكتشفون أن الطباعة أثارت شكوكا مشابهة في أول أمرها. فحتى
هيرونيمو سكوارشيافيكو F الذي شجع في الحقيقة على طبع الأعمال
اللاتينية الكلاسيكية F ذهب في سنة ١٤٧٧ إلى أن وجود »وفرة من الكتب
يجعل الناس أقل اجتهادا « (مقتبسة في لوري F١٩٧٩ ص ٢٩ - ٣١ ): فهذه
الكتب تحطم الذاكرة وتوهن العقل F إذ تعفيه من العمل اﻟﻤﺠهد (هاهنا نجد
الشكوى من حاسبات الجيب مرة أخرى) F وتحط من قيمة الرجل الحكيم
وا )رأة العاقلة لصالح الكتب اﻟﻤﺨتصرة التي gكن حملها في الجيب. وبطبيعة
الحال F نظر آخرون إلى الطباعة بوصفها وسيلة ينبغي الترحيب بها لإزالة
الفروق ب } البشر: إذ يصبح كل البشر حكماء (لوري F١٩٧٩ ص ٣١ - ٣٢ ).
وقد كانت إحدى نقاط الضعف في موقف أفلاطون أنه سجل اعتراضاته
كتابة لكي يجعلها فعالة F Sاما مثلما أن إحدى نقاط ضعف ا )وقف ضد
الطباعة F هي أن أصحاب هذا ا )وقف F طبعوا اعتراضاتهم طباعة ليزيدوا
من فاعليتها. ويتمثل الشيء نفسه في ا )واقف ا )ضادة للحاسوب F حيث
يقوم أصحابها F لجعلها فعالة F بالتعبير عنها في مقالات أو كتب مطبوعة
من شرائط موصولة بشبكات حاسوب.
أبرزته إلى الوجود. ومن هنا فإن فكر أفلاطون الفلسفي التحليلي F وضمنه
نقده للكتابة F لم يكن pكنا F كما رأى بعض الباحث } (هافلوك ١٩٦٣ ) F إلا
نتيجة للتأثيرات التي كانت الكتابة قد بدأت Sارسها على العمليات العقلية.
لكن أول خط أو كتابة حقيقية
نعرفها تطورت ب } السومري } في بلاد ما ب } النهرين F ولم يحدث ذلك إلا
حوالي عام ٢٥٠٠ قبل ا )يلاد
وكانت الكائنات البشرية قبل ذلك uا لا يحصى من آلاف السن } ترسم
صورا. وقد استخدمت مجتمعات متنوعة وسائل مختلفة للتسجيل أو رسائل
مساعدة للذاكرة: كالعصا المحززة: وخطوط الحصى F وغيرها من الوسائل
الحسابية مثل ذات العقد عند الإنكا (وهي عصا متصلة بحبال معلقة F
تعقد بها حبال أخرى) F
غير أن الخط أكثر من مجرد وسيلة معينة للذاكرة F
وحتى عندما يكون الخط تصويريا F فهو أكثر من أن يكون صورا. فالصور
Sثل الأشياء. وصورة رجل وبيت وشجرة لا تقول بذاتها شيئا.
فلا يتكون الخط F
uعنى الكتابة الحقيقية F من مجرد صور F أي Sثيل لأشياء F بل هو Sثيل
لقول F أي لكلمات يقولها شخص ما أو يتخيل أنه يقولها.
ومن ا )مكن بطبيعة الحال النظر إلى أي علامة سيميوطيقية بوصفها
علامة بصرية أو محسوسة يصنعها فرد ما و gنحها معنى F بصفتها »كتابة .«
وهكذا يكون خدش بسيط على صخرة F أو حز على عصا F لا يستطيع
تفسيره. إلا صانعه »كتابة «. لكن إذا كان هذا هو ما نعنيه بالكتابة F فر uا
كانت الكتابة قد gة قدم الكلام نفسه. ومع ذلك F فإن أبحاث الكتابة التي
تنظر إلى »الكتابة « باعتبارها أية علامة مرئية أو محسوسة لها معنى
خاص بها تضمها إلى السلوك البيولوجي الخالص. فمتى يصبح أثر قدم أو
كمية من غائط أو بول (وهذه مستخدمة من قبل أجناس من الحيوانات
وسيلة للتواصل-ولسن F١٩٧٥ ص ٢٢٨ - » (٢٢٩ كتابة «?
أما الاكتشاف الحاسم الفريد الذي قادنا إلى
عوالم جديدة من ا )عرفة فقد – داخل الوعي الإنساني لا عندما نشأت
العلامة السيميوطيقية البسيطة F بل عندما اخترع نظام شفري من العلامات
البصرية التي يستطيع الكاتب بوساطتها أن يقرر الكلمات الدقيقة التي
سوف يولدها القار Q من النص. وهذا هو ما نعنيه عادة اليوم بالكتابة في
معناها الدقيق.
وبهذا ا )عنى الكامل للكتابة أو الخط F تحتضن العلامات البصرية الشفرية
الكلمات احتضانا كاملا F بحيث gكن للبنيات شديدة التعقيد والإشارات
التي أمكن تطويرها من خلال الصوت F أن تسجل تسجيلا مرئيا دقيقا بكل
ما فيها من تعقيد F كما gكنها F لأنها مسجلة تسجيلا مرئيا
و gكن لأنظمة الكتابة الحقيقية أن تتطور تدريجيا F وعادة ما تتطور F
بدءا من الاستخدام البدائي )ساعدات الذاكرة. وتوجد كذلك مراحل
متوسطة; ففي بعض الأنظمة الشفرية لا gكن للكاتب أن يتنبأ إلا على نحو
تقريبي uا سوف يستخلصه القار FQ على نحو ما نجد في النظام الذي
طورته قبائل الفاي في ليبيريا (سكريبنر وكول ١٩٧٨ ) أو حتى في الهيروغليفية
ا )صرية القد gة. أما أكثر النظم إحكاما فهو ما تحققه الأبجدية F برغم أن
هذا النظام نفسه ليس كاملا Sاما في كل حالة. فلو علمت على وثيقة ما
بكلمة »حقق F« فهذا gكن أن يكون فعلا مبنيا للمجهول (حقق) F مشيرا إلى
أني قرأت الوثيقة وحققتها F أو gكن أن يكون فعل أمر (حقق) F مشيرا إلى
أني في حاجة إلى تحقيقها( ٢× ). وهكذا نحتاج أحيانا F حتى مع الأبجدية F
إلى سياق غير النص F ولكن هذا لا يحدث إلا في حالات استثنائية.
خطوط كثيرة لكن أبجدية واحدة فقط
تطورت خطوط كثيرة في كل أنحاء العالم F كل منها بشكل مستقل عن
الآخر (درينجر F١٩٥٣ درينجر ٠ ١٩٦ ; جلب ١٩٦٣ ): الخط ا )سماري في بلاد
ما ب } النهرين حوالي سنة ٣٥٠٠ ق. م (التواريخ التقريبية هنا من درينجر
١٩٦٢ ) F والهيروغليفي ا )صري حوالي سنة ٢٠٠٠ ق. م (ر uا مع بعض التأثير
من ا )سماري) F ا )ينوي ( ٣) أو ا )سيني ( ٤) ا )سمى Linear B>» حوالي سنة
١٢٠٠ ق. م ( ٥) F وخط وادي الإندس Indus Valley)٦ ) حوالي سنة ٣٠٠٠ - ٢٤٠٠
ق. م F والخط الصيني حوالي سنة ١٥٠٠ ق. م F والخط ا )اياني ( Mayan (٧
حوالي سنة ٥٠ ميلادية F والخط الأزتكي ( ٨) حوالي سنة ١٤٠٠ ميلادي
والخطوط ذوات سوابق معقدة. ومعظمها إن لم يكن جميعها يعود مباشرة
أو بشكل غير مباشر إلى نوع أو آخر من الكتابة بالصور F أو ر uا في بعض
الأحيان F على مستوى أبسط حتى من ذلك إلى استخدام العلامات ا )ميزة.
وقد ذهب بعض الباحث } إلى أن الخط ا )سماري في بلاد ما ب } النهرين F
وهو أقدم كل الخطوط ا )عروفة (حوالي ٣٥٠٠ ق. م) F قد —ا جزئيا من نظام
لتسجيل التعاملات الاقتصادية باستخدام أمارات pيزة من الط } موضوعة
في أوعية صغيرة F جوفاء لكن مغلقة Sاما مثل قرون البازلاء أو الحقوق( ٣× ) F
مع علامات على الخارج F Sثل الأمارات التي في الداخل
وهكذا كان مع الرموز ا )رسومة خارج الحق-فلنقل F سبع علامات-
كان معها F داخل الحق ما يدل على ما Sثله-لنقل F سبعة أشكال طينية
متميزة F Sثل بقرات F نعجات أو أشياء أخرى لم تحل شفرتها بعد-وكأن
الكلمات كانت معروضة دائما مع مدلولاتها ا )ادية ا )لحقة بها. و gكن أن
تساعد الخلفية الاقتصادية )ثل هذا الاستخدام قبل الطباعي للأمارات
على ربطها بالكتابة; لأن الخط ا )سماري الأول F وهو من ا )نطقة نفسها
التي جاءت منها الحقوق أو العلب F كان يستخدم في مهم الأحيان مهما تكن
سوابقه الدقيقة F ليؤدي أغراضا اقتصادية وإدارية يومية في اﻟﻤﺠتمعات
الحضرية. فقد كان التحضر باعثا على تطوير حفظ السجلات. أما استخدام
الكتابة في الإبداعات الخيالية F على نحو ما استخدمت الكلمات ا )نطوقة
في القصص أو القصائد الغنائية F أي استخدام الكتابة لإنتاج الأدب با )عنى
الأخص( ٤× ) لهذا ا )صطلح F فيأتي متأخرا للغاية في تاريخ الخط
وتستطيع الصور أن تقوم بوظيفة التذكير أو قد gكن تزويدها بشفرة
Sكنها من أن Sثل بقدر متفاوت من الدقة كلمات بعينها ذات علاقات
نحوية متنوعة. ولا تزال رموز الكتابة الصينية حتى اليوم مصنوعة أساسا
من الصور F لكن الصور منمطة ومنسقة بطرق معقدة تجعلها بالتأكيد أعقد
نظم الكتابة التي عرفها العالم على الإطلاق. ولم تطور الاتصالات القائمة
على الصور F كتلك التي وجدت عند الهنود الحمر الأصلي } الأوائل وكثيرين
غيرهم (ماكاي ٬١٩٧٨ ٣٢ ) خطا حقيقيا F لأن الشفرة لم تثبت ثباتا كافيا.
ولقد استعملت تشكيلات الصور ا )مثلة لأشياء عدة للتذكير الرمزي
للمجموعات التي كانت تتعامل مع موضوعات بعينها. وقد ساعدت هذه
ا )وضوعات نفسها على تقرير كيفية ارتباط هذه الصور بعضها ببعض.
لكن ا )عنى ا )قصود لم يظهر حتى في هذه الحالة F بصورة واضحة ونهائية
في كثير من الأحيان
أما خارج الكتابة التصويرية (حيث Sثل صورة الشجرة كلمة شجرة) F
فقد طورت الخطوط أنواعا أخرى من الرموز. وأحد هذه الأنواع هو الكتابة
الإيديوجرافية FIdeoghrahp التي لا يتمثل ا )عنى فيها بالصورة بل تحدده
شفرة متفق عليها. فعلى سبيل ا )ثال F لا Sثل في الكتابة التصويرية الصينية
صورة —طية لشجرت } كلمة »شجرتان « لكنها Sثل كلمة »غابات «; أما
الصورة النمطية لامرأة وطفل جنبا الى جنب فتمثل كلمة »جيد F« وهكذا
دواليك. أما الكلمة ا )نطوقة لامرأة فهي Fny ولطفل dza¨
ويوجد نوع آخر من الكتابة التصويرية هو الكتابة بالكناية ا )صورة F أي
الريبص Rebus (حيث gكن لصورة باطن قدم Sole أن Sثل في الإنجليزية
كذلك السمكة ا )عروفة بسمك موسى FSole و Sole uعنى وحيد F أو Soul
uعنى الروح عندما تكون مقرونة بالجسد F كما gكن أن Sثل صور ثلاث
لطاحونة FMill و pشى a walk F ومفتاح F بهذا الترتيب F كلمة 9)Milwaukee ).
و )ا كان الرمز في هذه الأمثلة gثل الصوت بالدرجة الأولى F فإن هذا
الريبص يعد نوعا من الفونوغرام Phonogram (الرمز-الصوتي) F لكن من
خلال واسطة فحسب; إذ لا يتحدد الصوت بعلامة شفرية مجردة F كما في
حروف الأبجدية F لكن بصورة شيء من الأشياء ا )تعددة التي يشير إليها
الصوت.
وتتطلب كل أنظمة الكتابة التصويرية F حتى تلك التي تستع }
بالإيديوغراف والريبص F عددا هائلا من الرموز. وتعد الصينية أكبرها F
وأعقدها F وأغناها F إذ يورد معجم كانغسي Kanghsi للغة الصينية الذي
ظهر عام ١٧١٦ ميلادية عددا من الرموز يبلغ ٫٥٤٥ ٤٠ رمزا. وهذه لا يعرفها
ولم يحدث أن عرفها جميعا أحد من الصيني } أو من ا )تخصص } في
الصينية. وقلة من الصيني } الذين يكتبون هم الذين يستطيعون أن يكتبوا
كل الكلمات الصينية ا )نطوقة ا )فهومة لهم. ولكي يصبح ا )رء ملما بنظام
الكتابة الصينية بصورة معقولة يحتاج عادة إلى حوالي عشرين سنة. وهذا
الخط يحتاج بطبعه إلى وقت كثير ويصلح للخاصة
ولا شك في أن هذه
الرموز سوف يستبدل بها الأبجدية الرومانية uجرد أن يجيد الناس في
جمهورية الص } الشعبية ( »لهجة «) اللغة الصينية نفسها F أي لغة ا )اندرين
Mandarin التي تعلم الآن في كل مكان. وسوف تكون الخسارة فيما يتصل
بالأدب جسيمة F لكنها لن تكون بجسامة الآلة الكاتبة الصينية التي تستخدم
ما يربو على ٤٠٬٠٠٠ رمز.
لكن من pيزات نظام الكتابة التصويرية أن الأشخاص الذين يتكلمون
»لهجات « صينية مختلفة-وهي في حقيقة الأمر لغات صينية مختلفة F لا
يفهم ا )تكلم بإحداها لغة الآخر. برغم كونها أساسا ذات بنية واحدة-
يستطيعون أن يفهموا كتابة بعضهم البعض F فهم يلفظون الرمز الواحد
بأصوات مختلفة على غرار ما يفعل الفرنسي واللوبي( ٦× ) ومن الفيتنامي
والإنجليزي عندما يقرأون الأرقام العربية F ٬٣ ٬٢ ١ إلى آخره F لكن أحدا
منهم لن يفهم الآخر إذا نطقها أي منهم. على أن الرموز الصينية أساسا
صور F برغم كونها منمطة تنميطا دقيقا جميلا بعكس ٫٣ ٫٢ ١.
وكثير من نظم الكتابة في الحقيقة خليط من مبدأين أو أكث
وكان نظام الكتابة ا )صري الهيروغليفي القد * هجينا (فكانت
بعض الرموز كتابة تصويرية F وبعضها إيديوجراف FIdeographs وبعضها ريبص
FRebuses أي كنائية مصورة); ورموز الكتابة الصينية نفسها هج } (من
الكتابة التصويرية والإيديوغراف والريبص وتجميعات متنوعة F غالبا ذات
تعقيد بالغ F فيه غنى ثقافي وجمال شاعري). ونتيجة )يل الخطوط في
الحقيقة إلى أن تبدأ بالكتابة التصويرية وتتجه نحو الإيديوجراف Ideographs
والريبص F فلر uا كانت معظم أنظمة الكتابة فيما عدا الأبجدية هجينا
على نحو ما. وحتى الكتابة الأبجدية تصبح هجينا عندما تكتب الرقم ١
بدلا من كلمة واحد.
وتكمن أبرز حقيقة حول الأبجدية في أنها اخترعت. مرة واحدة فقط.
وقد – ذلك تدريجيا على يد السامي } أو الشعوب السامية حول سنة ١٥٠٠
ق. م F في ا )نطقة الجغرافية نفسها F حيث ظهر أول الخطوط جميعا F الخط
ا )سماري F ولكن ظهور الأبجدية كان بعد ألفي عام من ظهور الخط ا )سماري.
(ويناقش درينجر F١٩٦٢ ص ١٢١ - F١٢٢ الشكل } ا )تميزين للأبجدية الأصلية:
السامية الشمالية والسامية الجنوبية). وبطريقة أو بأخرى تشتق كل أبجدية
في العالم-مثل العبرية F والأوجارتية F واليونانية F والرومانية F والسيريلية ( ١٠ ) F
والعربية F والتاميلية F وا )لايالامية ( FMalayalam(١١ والكورية-من التطور السامي
الأصلي F برغم أنه F كما في الخط الأوجارتي والكوري F قد لا يكون التشكيل
الفيزيقي للحروف متصلا دائما بالتشكيل السامي.
أن الأبجدية
الصوتية الكاملة F تفضل نشاط النصف الأيسر في ا )خ أكثر من نظم الكتابة
الأخرى F وهكذا تعزز هذه الأبجدية الفكر التحليلي اﻟﻤﺠرد على أسس عصبية
فسيولوجية.
والسمة الد gقراطية للأبجدية gكن أن ترى في كوريا الجنوبية. ففي
الكتب والصحف الكورية يكون النص خليطا من الكلمات التي تتبع التهجي
الأبجدي مع مئات من الرموز الصينية. لكن اللافتات العامة لها تكتب
بالحروف الأبجدية وحدها F التي gكن لكل فرد أن يقرأها F إذ يتم إتقانها
إتقانا كاملا في الصفوف الدنيا من ا )رحلة الابتدائية. في ح } لا يتم
إتقان ال ١٨٠٠ هان han أو الرموز الصينية الضرورية في الحد الأدنى إلى
جانب الأبجدية لقراءة معظم الأدب في اللغة الكورية F قبل نهاية ا )درسة
الثانوية.
لقد حدث أكبر إنجاز مفرد في تاريخ الأبجدية في كوريا F حيث أصدر
ا )لك سيجونغ Sejong من أسرة يي Yi مرسوما في سنة ١٤٤٣ م يقضي
بوجوب وضع أبجدية للغة الكورية. فحتى ذلك الوقت كانت اللغة الكورية
تكتب بالرموز الصينية فحسب F التي – تكييفها uشقة لتناسب مفردات
اللغة الكورية (وتتفاعل معها). واللغة الكورية ليس لها على الإطلاق علاقة
باللغة الصينية (برغم اقتراضها كلمات كثيرة من اللغة الصينية F – تقريبا
صبغها بصبغة كورية إلى درجة استغلاقها على أي صيني). وقد كانت
الآلاف ا )ؤلفة من الكوري }-كل الكوري } الذين كانوا يستطيعون أن يكتبوا-
قد أنفقت أجمل سنوات العمر لإجادة الخط ا )عقد الصيني-الكوري Sino
Korean . ولم يكن من المحتمل أن يرحبوا بنظام جديد للكتابة يودي uهاراتهم
التي اكتسبوها uشقة. لكن أسرة يي كانت قوية F وينبئ صدور مرسوم
سيجونغ في وجه ا )قاومة الشديدة ا )توقعة بأن صاحبه كان من أولي العزم
ويتمتع بالدعم. وإذا كان توليف الأبجدية لتناسب لغة ما قد يأخذ بشكل
عام سنوات أو أجيالا كثيرة F وان جماعة سيجونغ من الباحث } انتهت من
الأبجدية الكورية في ثلاث سنوات; وهو إنجاز غاية في الإتقان F في ملاءمته
للأصوات الكورية F ومشكل جماليا لكي ينتج خطا أبجديا له مظهر الكتابة
الصينية. غير أن طريقة استقبال هذا الإنجاز الرائع كانت أمرا متوقعا;
فلم تستخدم الأبجدية إلا لأغراض عملية F مبتذلة F غير علمية. واستمر
الكتاب »الجادون « في استخدام الكتابة القائمة على الرمز الصيني F التي
دربوا عليها أنفسهم تدريبا شاقا. لقد كان الأدب الجاد أدب الصفوة F وأراد
أن يظل معروفا بهذه الصفة. ولم تحقق الأبجدية ما حققته من نفوذ إلا في
القرن العشرين F أي مع ازدياد الاتجاه الد gقراطي في كوريا. علما بأن هذا
النفوذ ما يزال ناق
وقد نظرت بعض اﻟﻤﺠتمعات التي عرفت قدرا محدودا من الكتابية إلى
الكتابة بصفتها أمرا يشكل خطرا على القار Q قليل الحيطة F وأنها تحتاج
إلى شخص مثل الجورو أو ا )علم الروحي ليتوسط ب } القار Q والنص (جودي
وواط F١٩٦٨ ص ١٣ ). ولذا gكن حصر الكتابية في جماعات بعينها F مثل
رجال الكهنوت (تامبيا F١٩٦٨ ص ١١٣ - ١١٤ ). ور uا شعر ا )رء بأن للنصوص
في ذاتها قيمة دينية: والأميون يتبركون بأن gسحوا جباههم بالكتاب F أو
يديروا عجلات الصلاة( ١١× ) التي تحمل نصوصا لا يستطيعون أن يقرؤوها
( ١٩٦٨ أ F ص ١٥ - ١٦ ). وقد اعتاد الرهبان في منطقة التبت الجلوس على
ضفاف الجداول »وهم يطبعون صفحات من النصوص السحرية والصيغ
على سطح ا )اء بواسطة قطع خشبية منقوشة
ويكتشف هافلوك في الثقافة
اليونانية القد gة —طا عاما من الكتابية المحدودة F قابلا للتطبيق على
ثقافات أخرى كثيرة: حيث تتطور »صنعة الكتابة « بعد أن يتعرف اﻟﻤﺠتمع
الكتابة uدة قصيرة (هافلوك F١٩٦٣ قارن بهافلوك وهيرشل ١٩٧٨ ). في
هذه ا )رحلة تعد الكتابة صنعة gارسها أصحاب ا )هن F الذين يستأجرهم
آخرون لكتابة خطاب أو وثيقة F على نحو ما يستأجرون عامل بناء لبناء
بيت F أو نجار سفن لبناء قارب. وهكذا كان الأمر في pالك أفريقيا الغربية F
مثل مالي F منذ القرون الوسطى إلى القرن العشرين (ويلكس F١٩٦٨ جودي
١٩٦٨ ب). وفي مرحلة »صنعة الكتابة «هذه لا يحتاج الفرد إلى أن يعرف
القراءة والكتابة أكثر من حاجته )عرفة أي مهنة أخرى. ولم يتم تجاوز هذه
ا )رحلة في اليونان القد gة إلا قريبا من زمن أفلاطون F بعد أكثر من ثلاثة
قرون F من انتشار الكتابة ب } السكان اليونان ودخولها في عمليات الفكر
بشكل عام والبدء بالتأثير فيها. (هافلوك ١٩٦٣ ).
وقد شجعت الخصائص ا )ادية )واد الكتابة ا )بكرة على استمرار ثقافة
الكتاب الذين يتخذون من الكتابة مهنة لهم (انظر كلانشي F١٩٧٩ ص ٨٨ -
F١١٥ في »تقنية الكتابة «). فبدلا من الورق ا )صنع بأسطح مستوية F وأقلام
الحبر الجاف طويلة العمر نسبيا F كانت أدوات الكتابة لدى الكاتب ا )بكر
أعسر للاستعمال. فلكي يحصل على أسطح للكتابة كان يستخدم قطعا من
الطوب الطيني ا )بتل با )اء F وجلود الحيوان (ورق البرشمان أو الرق) وقد –
تنظيفها من الشحم والشعر F وكانت غالبا ما تنعم بحجر الخفاف وتبيض
بالطباشير F ويعاد إعدادها على نحو متكرر بكشط نص سابق عنها. أو كان
يستخدم لحاء الأشجار F وورق البردي (وهو أفضل من معظم سطوح الكتابة F
ولكنه خشن بالقياس uا تنتجه التقنية العالية) F وأوراقا مجففة أو غيرها
pا يستخرج من النبات F ورقائق من الشمع ملصقة على ألواح خشبية كثيرا
ما كانت توصل بعضها ببعض لتشكل لوحا مزدوجا ينطوي على نفسه
(وكانت ألواح الكتابة ا )شمعة هذه تستخدم لكتابة ا )لاحظات F وكان الشمع
ينعم مرة ثانية لاستعماله ثانية) F والقضبان الخشبية (كلانشي F١٩٧٩ ص
٩٥ ) وغير ذلك من الأسطح الخشبية والحجرية ا )تنوعة F فلم تكن ثمة
محلات لبيع القرطاسية تقع على زاوية الشارع F ولم يكن ثمة ورق. وكانت
أدوات الكتابة تضم أنواعا مختلفة من ا )راقم( ١٢× ) وريش الأوز F الذي كان
يشق طوليا ويس ¶ مرة بعد مرة uا نسميه حتى اليوم »سكينة القلم «
والفراشي (خاصة في آسيا الشرقية) F أو أدوات أخرى للنقش على الأسطح
أو نشر الأحبار أو الألوان. وكانت الأحبار السائلة تخلط بطرق كثيرة F وتعد
للاستعمال F في قرون بقرية مجوفة (قرون الحبر)( ١٣× ) أو في أوعية أخرى
مقاومة للحامض. أما الريشات F التي كانت شائعة في آسيا الشرقية F فكانت
وكانت مواد الكتابة هذه تتطلب مهارات آلية خاصة للتعامل معها F ولم
يتوافر لدى كل »الكتاب « كل هذه ا )هارات ا )تطورة بشكل يتناسب والإنشاء
ا )سهب. وقد جعل الورق الكتابة أسهل من الناحية ا )ادية F لكن الورق الذي
كان يصنع في الص } منذ القرن الثاني ق. م والذي انتشر على يد العرب
في الشرق الأوسط حوالي القرن الثامن من الفترة ا )سيحية F لم يصنع
لأولى مرة في أوروبا إلا في القرن الثاني عشر.
من الذاكرة إلى السجلات المكتوبة
قد يحدث ألا تقدر ثقافة ما الكتابة تقديرا عاليا F حتى بعد أن تكون قد
قطعت هي نفسها شوطا بعيدا في استخدام الكتابة. وعادة ما يفترض
الشخص الكتابي F في الوقت الحاضر F أن السجلات ا )كتوبة ذات قوة تفوق
قوة الكلمات ا )نطوقة F للدلالة على الأمور التي مضى عليها تاريخ طويل F
وبخاصة في المحاكم. أما الثقافات ا )بكرة التي عرفت الكتابة F ولكنها لم
تستوعبها بشكل كامل F فغالبا ما افترضت العكس Sاما. وقد تفاوتت بلا
شك درجة ا )صداقية ا )سبغة على السجلات ا )كتوبة من ثقافة إلى أخرى F
ومثال كلانشي الدقيق عن تاريخ استخدام الكتابة من أجل الأغراض الإدارية
العملية في القرن } الحادي عشر والثاني عشر في إنجلترا ( ١٩٧٩ ) يقدم
عينة مفيدة عن الحد الذي استطاعت الشفاهية أن تبلغه في استمراريتها
في حضور الكتابة F حتى في وسط إداري.
ويجد كلانشي F في الحقبة التي يدرسها F أن »الوثائق لم تكن توحي
بالثقة فوريا « (كلانشي F١٩٧٩ ص ٢٣٠ ) F وكان لابد من إقناع الناس بأن
الكتابة قد حسنت طرق الحفظ الشفاهية القد gة بدرجة تكفي لتبرير كل
ا )صاريف والتبعات ا )رهقة التي تتطلبها. وعلى سبيل ا )ثال F كانت الشهادة
الشفاهية الجماعية F قبل استخدام الوثائق F شائعة الاستخدام لتحديد سن
ورثة الإقطاعي }. ولفض نزاع في عام ١١٢٧ حول ما إذا كانت رسوم الجمارك
في ميناء ساندويتش يجب أن تذهب إلى دير أوغسط } في كانتربيري أو
إلى كنيسة ا )سيح F – اختيار هيئة محلف } تكونت من اثني عشر رجلا من
دوفر واثني عشر من ساندويتش F هم »رجال ناضجون F حكماء لهم خبرة
سن } طويلة F مقبولو الشهادة «. ومن ثم أقسم كل محلف أنه F كما »قد تلقيت
من أسلافي F وشاهدت وسمعت من شبابي F
من الذاكرة إلى السجلات المكتوبة (اعلى)
قد يحدث ألا تقدر ثقافة ما الكتابة تقديرا عاليا F حتى بعد أن تكون قد
قطعت هي نفسها شوطا بعيدا في استخدام الكتابة. وعادة ما يفترض
الشخص الكتابي F في الوقت الحاضر F أن السجلات ا )كتوبة ذات قوة تفوق
قوة الكلمات ا )نطوقة F للدلالة على الأمور التي مضى عليها تاريخ طويل F
وبخاصة في المحاكم. أما الثقافات ا )بكرة التي عرفت الكتابة F ولكنها لم
تستوعبها بشكل كامل F فغالبا ما افترضت العكس Sاما. وقد تفاوتت بلا
شك درجة ا )صداقية ا )سبغة على السجلات ا )كتوبة من ثقافة إلى أخرى F
وهكذا كان الناس يفترضون بداية أن الشهود أكثر مصداقية من النصوص
لأنه كان gكن تحديهم F كما كان gكنهم أن يدافعوا عن شهادتهم F في ح }
أن النصوص لا gكنها ذلك (وكان هذا تحديدا F كما بينا أحد اعتراضات
أفلاطون على الكتابة). وطرق التيقن من صحة الوثائق بأخذ على عاتقها
مهمة ابتكار آليات التحقق من النصوص إلا أن هذه الطرق تظهر بأخرة في
الثقافات الكتابية
وكانت الوثائق ا )كتوبة نفسها غالبا موثقة F ليس كتابة
بل من خلال أشياء رمزية (مثل سك } تربط بالوثيقة برباط من سير الجلد-
كلانشي F١٩٧٩ ص ٢٤ ). وفي الحقيقة كان gكن للأشياء الرمزية وحدها
أن تؤدي دورها بوصفها أدوات لنقل ا )لكية. ففي حوالي عام F١١٣٠ نقل
توماس من موشامب Muschamps مقاطعته في هيذرسلو Hetherslaw إلى
الرهبان في درم Durham عن طريق تقد * سيفه على مذبح كنيسة (كلانشي
F١٩٧٩ ص ٢٥ ). وحتى بعد ظهور كتاب. ١٠٨٦ - Domesday book)١٠٨٥ ) (وهو
سجل )سح أراضي إنجلترا أنجزه نواب وليم الأول في عام ١٠٨٦ ) وما
صحبه من ازدياد في التوثيق الكتابي F تب } قصة الإيرل وارين Warrenne
كيف أن الحالة العقلية الشفاهية القد gة كانت لا تزال متسلطة F ففي عهد
ا )لك إدوارد الأول (حكم ب } ١٢٧٢ و ١٣٠٦ ) F لم يقدم الايرل وارين صاحب
الدعوى للقضاة وثيقة تعطيه الحق بالتصرف في ما تحت يده من الأراضي
بل »سيفا قد gا صدئا F« قائلا إن أسلافه قد جاءوا مع وليم الغازي ليستولوا
على إنجلترا بالسيف F وأنه سوف يدافع عن أراضيه بالسيف. ويشير كلانشي
( F١٩٧٩ ص ٢١ - ٢٢ ) إلى أن القصة مشكوك في صحتها F )ا فيها من بعض
التعارضات F لكنه يلاحظ كذلك أن تداولها ب } الناس يبرهن على حالة
عقلية مبكرة F ألفت تقدير قيمة الهدايا الرمزية في الشهادة.
بل لم تكن الوثائق ا )بكرة لنقل ملكية الأراضي في إنجلترا مؤرخة أصلا
( F١٩٧٩ ص ٬٢٣١ ٢٣٦ - ٢٤١ ); ويحتمل أن تتنوع أسباب ذلك. ويذهب كلانشي
إلى أن أكثر الأسباب عمقا ر uا Sثل في أن التاريخ كان يتطلب أن يذكر
الكاتب رأيا في موقعه من الزمن ( F١٩٧٩ ص ٢٣٨ ) F وهذا كان يدعوه إلى أن
يختار بداية مرجعية لكن أي بداية? أكان عليه أن يثبت هذه الوثيقة بالإشارة
إلى بداية خلق العالم? إلى صلب ا )سيح? إلى ميلاد ا )سيح? F لقد كان
البابوات يؤرخون الوثائق بهذه الطريقة F من ميلاد ا )سيح. ولكن أكان من
الوقاحة أن تؤرخ الوثيقة الدنيوية على نحو ما كان البابوات يؤرخون وثائقهم?;
في الثقافات عالية التكنولوجيا اليوم F يعيش كل فرد كل يوم في إطار من
الزمن اﻟﻤﺠرد المحوب F تفرضه بقوة ملاي } من التقاو * ا )طبوعة F والساعات
بأنواعها. أما في إنجلترا في القرن الثاني عشر فلم تكن ثمة ساعات يد F أو
ساعات حائط F أو تقاو * مكتب F أو تقاو * حائط.
لم يكن الناس قبل أن تكون الكتابة مستوعبة استيعابا عميقا من خلال
الطباعة يشعرون بأنهم يقعون في كل لحظة من حيواتهم في زمن محسوب
من أي نوع. وأغلب الظن أن معظم الأشخاص في أوروبا الوسيطة أو حتى
في أوروبا الغربية في عصر النهضة لم يكونوا يعلمون عادة في أي سنة
يعيشون سواء أحسبت هذه من ميلاد ا )سيح أو أي بداية أخرى في الزمن.
و )اذا يعرفونها? وتشهد الحيرة الخاصة بأي بداية يبدأ منها الحساب على
تفاهة ا )وضوع. ففي ثقافة بلا صحف أو مواد أخرى مؤرخة بشكل عام F
وقادرة على أن Sس الوعي F ما عسى أن تكون الغاية لدى معظم الناس من
معرفة السنة الشمسية الحالية? فالرقم التقو gي اﻟﻤﺠرد لن يرتبط بشيء
في الحياة ا )عيشة. ولم يكن معظم الناس يعرفون F بل هم لم يحاولوا أن
يكتشفوا F في أي سنة شمسية ولدوا.
كذلك كانت الوثائق بلا شك تعامل معاملة الهدايا الرمزية F مثل السكاك }
أو السيوف. وهذه كان gكن التعرف عليها من خلال مظهرها
ولذلك يحتاج الأشخاص الذين تكونت رؤيتهم للعالم من خلال
قدرة كتابية عالية إلى أن يذكروا أنفسهم بأنه في الثقافات التي تعتمد على
الوظيفة الشفاهية لا يتم الشعور با )اضي من حيث هو حقل مجدول F
وضعت فيه كميات من »الحقائق « أو نتف من ا )علومات التي gكن إثباتها أو
الجدل حولها. إنه حقل الأسلاف F ا )صدر الفعال لتجديد الوعي بالوجود
الحاضر F الذي هو نفسه ليس كذلك حقلا مجدولا F فالشفاهية لا تعرف
القوائم ولا الأشكال أو الرسومات التخطيطية.
وقد درس جودي ( F١٩٧٧ ص ٥٢ - ١١١ ) الدلالة العقلية للجداول والقوائم F
التي يعد التقو * واحدا منها F دراسة تفصيلية. ذلك أن الكتابة تجعل هذه
الوسائل pكنة. وفي الحقيقة F اخترعت الكتابة uعنى ما وإلى حد كبير
لتصنع شيئا مثل القوائم; فقد كان معظم الكتابة ا )بكرة التي نعرفها-أي
التي نقشت في الخط ا )سماري عند السومري } بدءا من حوالي ٣٥٠٠ ق. م
يستخدم لحفظ الحسابات. وفي مقابل القوائم كان الشائع في الثقافات
الشفاهية الأولية أن تلجأ إلى السرد F كما في مسرد السفن والقباطنة في
الإلياذة (فصل ٬٢ ٤٦١ - ٨٧٩ )-وهو ليس سجلا موضوعيا بل عرض عملي في
قصة عن الحرب. ونحن نجد في نص من نصوص التوراة F التي دونت كتابة
أشكال فكر لا تزال شفاهية بصورة أساسية F نجد أن ما يقوم مقام الجغرافية
(تأسيس علاقة مكان بآخر) يتخذ شكل سرد صياغي للأحداث
»ثم ارتحلوا من برية سيناء ونزلوا في قبروت هتأوة. ثم
ارتحلوا من قبروت هتأوة ونزلوا في حضيروت. ثم ارتحلوا من حضيروت
ونزلوا في رثمة.. F« وهكذا في عدد كبير من السطور. بل إن سلاسل النسب
ا )ستمدة من هذه التقاليد ا )وضوعة شفاهيا تكون في الواقع سردا عاديا F
فبدلا من استظهار الأسماء F نجد تواليا لتعبير »ولد « فلان فلانا F وللروايات
الخاصة uا فعلوه: وولد لحنوك عيراد. وعيراد ولد محويائيل F ومحويائيل
ولد متوشائيل. ومتوشائيل ولد لامك « (تكوين ٤: ١٨ ). وهذا الضرب من
التجميع مستمد في جانب منه من الحافز الشفاهي إلى استخدام الصيغ F
وفي جانب آخر من الرغبة الشفاهية باستغلال التوازن (حيث ينتج تكرار
صيغة الفعل الفاعل وا )فعول توازنا F يساعد على التذكر F في ح } يفشل
مجرد توالي الأسماء في تحقيق ذلك) F وفي جانب من ا )يل الشفاهي إلى
الإسهاب (كل شخص مذكور مرت F} بوصفه والدا ومولودا) F وفي جانب من
ا )يل الشفاهي إلى السرد بدلا من وضع العناصر جنبا إلى جنب فحسب
(فالأشخاص ليسوا مجردين من إمكان الحركة مثل صف من جنود الشرطة
بل هم يفعلون شيئا-أي يتوالدون).
ومن الواضح أن هذه الفقرات ا )أخوذة عن الكتاب ا )قدس سجلات
مكتوبة F ولكنها تأتي من عقلية وتقليد شكلتهما الشفاهية. فهي لا تعطي
الشعور بأنها كالأشياء F بل بأنها تركيب جديد للأحداث في الزمن. فالتواليات
ا )قدمة شفاهيا تكون دائما أحداثا في الزمن F لا gكن »فحصها « لأنها
ليست مقدمة في صورة بصرية F ولكنها أقوال مسموعة. وفي الثقافة
الشفاهية الأولية F أو الثقافة التي فيها بقايا شفاهية كثيفة F لا تكون حتى
سلاسل النسب »قوائم « من ا )علومات بل »ذكرى أغان تغنى «.
ولا
يعد الاستخدام الواسع للقوائم F وبخاصة للأشكال التخطيطية F وهو
الاستخدام ا )ألوف في ثقافتنا التكنولوجية العالية F نتيجة للكتابة وحسب F
بل هو نتاج للاستيعاب العميق للطباعة التي تسهل استخدام الأشكال
التخطيطية الثابتة والمحتوية على كلمات واستخدامات إعلامية أخرى للفراغ
المحايد تفوق أي شيء gكن تصوره في أي ثقافة كتابية
بعض ديناميات النصية
فالكتابة تتمتع ب »مركزية الأنا «
( solipsistic)(١٦ ) فأنا أكتب كتاباً آمل أن يقرأه مئات الآلاف من الناس F ولذا
يجب أن أكون معزولا عن كل أحد. وفي أثناء قيامي بكتابة هذا الكتاب F
تركت على بابي كلمة تقول إنني »بالخارج ١٨×)« )-تركتها على مدى ساعات
وأيام F حتى لا يقطع واحد من الناس علي خلوتي F ومن هؤلاء أشخاص من
ا )فترض أن يقرؤوا الكتاب.
وفي نص ما تفتقد الكلمات نفسها الواردة فيه سماتها الصوتية الكاملة.
أما في الكلام الشفاهي F فلا بد أن تشمل الكلمة هذا التنغيم أو ذاك كأن
تكون الكلمة حيوية F أو مثيرة F أو هادئة F أو ساخطة أو مذعنة F أو أيا ما
كانت F فمن المحال نطق كلمة ما شفاهة دون أي تنغيم. و gكن أن تشير
علامات الترقيم في النص بدرجة أقل إلى نغمة الصوت F فعلامة الاستفهام
أو الفاصلة F على سبيل ا )ثال F تدعو عموما إلى رفع درجة الصوت قليلا.
و gكن كذلك أن يهيئ لنا التقليد الكتابي F الذي يتبناه نقاد مهرة ويكيفونه
لأغراضهم أدلة أخرى على التنغيم ا )طلوب من خارج النص لكنها ليست
أدلة كاملة F فا )مثلون ينفقون الساعات لتقرير كيف ينطقون الكلمات في
النص الذي أمامهم. فمن ا )مكن أن يلقي أحد ا )مثل } فقرة ما بصوت
جهير F ويلقيها pثل آخر همسا
وا )ذكرات الشخصية شكل
أدبي جد متأخر F بل إنه لم يكن معروفا حتى القرن السابع عشر (بورنر
١٩٦٩ ). ذلك أن نوعية أحلام اليقظة التي تحتل الأنا ا )ركز منها ويتم التعبير
عنها في ألفاظ F وتتضمنها هذه ا )ذكرات F هي نتاج للوعي بعد أن شكلته
ثقافة الطباعة.
و Sد الكتابة في الأزمنة ا )بكرة القار Q uا
يعينه على أن يتخيل لنفسه مكانا في النص F فهي تقدم مادة فلسفية في
شكل محاورات F مثل محاورات سقراط التي كتبها أفلاطون F والتي Sكن
القار Q من أن يتخيل نفسه مسترقا للسمع F أو تقدم الإبيزودات ( ١٩× ) ( ١٧ )
episodes التي ينبغي تخيلها كما لو كانت تحكي لجمهور حي في أيام متتابعة.
وفيما بعد F في العصور الوسطى F سوف تقدم الكتابة نصوصا فلسفية
ولاهوتية في شكل الفنقلة ( ١٨ ) F أي في شكل اعتراض ورد على الاعتراض F
بحيث يستطيع القار Q أن يتخيل مجادلة شفاهية.
فروائيو القرن التاسع عشر ينغمون محرج }
عبارة: »أيها القار Q العزيز F« مرارا وتكرارا F ليذكروا أنفسهم بأنهم لا يحكون
القصة بل يكتبون قصة F يواجه إزاءها كل من ا )ؤلف والقار Q صعوبة في
أخذ مكانه. لقد نضجت الديناميات النفسية للكتابة ببطء شديد في السرد
القصصي.
البعد والدقة واللهجات المكتوبة، والمعجم الضخم
تطور عملية الإبعاد التي تحققها الكتابة نوعا جديدا من الدقة في
التعبير اللفظي
لا شك أن كل لغة وفكر هما إلى حد ما ظاهرة تحليلية تفتت اتصال
التجربة الكثيف وما دعاه وليم جيمس »بالخليط ا )دوي الكبير « إلى أجزاء
تتفاوت في انفصالها بعضها عن بعض F والى وحدات دالة. لكن الكلمات
ا )كتوبة تشحذ التحليل F لأنها يطلب منها أن تصنع ما هو أكثر. فلكي توضح
نفسك دون إشارة F أو تعبير بالوجه أو تنغيم بالصوت أو مستمع حقيقي F
عليك أن تتنبأ بحذر بكل ا )عاني ا )مكنة التي gكن أن تحملها عبارة ما لأي
قار Q pكن في أي موقف pكن F وعليك أن تجعل لغتك فاعلة بحيث تصبح
واضحة Sاما بذاتها F دون سياق وجودي يضمها: إن الحاجة إلى هذا
الحذر الشديد تجعل الكتابة عذابا كما يعرف من gارسها عادة.
وما يدعوه جودي ( F١٩٧٧ ص » (١٢٨ إنعام النظر إلى الخلف « يجعل من
ا )مكن في الكتابة التخلص من التناقضات (جودي F١٩٧٧ ص ٤٩ - ٥٠ ) F كما
Sنح ا )فاضلة ب } الكلمات F وفقا لعملية انتخاب تأملية F الفكر والكلمات
قدرات جديدة على التمييز ب } الأشياء F أما في الثقافة الشفاهية F فنجد
أن تدفق الكلمات F وفيض الفكر ا )صاحب F والغزارة Copia التي دافع
البلاغيون عنها في أوروبا منذ العصر الكلاسيكي القد * إلى عصر النهضة F
نجد أن هذه الأشياء Sيل إلى التحكم في التناقضات بتبريرها(بل او - المطالع)
أما مع الكتابة F فما أن »تنطق « الكلمات أو قل »تنطلق «
إلى الخارج وتدون على السطح F حتى gكن تنحيتها F ومحوها F وتغييرها.
وليس ثم مقابل لهذا في الأداء الشفاهي F حيث لا سبيل لمحو كلمة منطوقة F
فالتصحيحات لا تزيل سوء التعبير أو الخطأ; فقصاراها أن تردف الخطأ
بالإنكار والترقيع. وهذا الترقيع أو ال bricolage الذي يراه ليفي شتراوس
( ١٩٦٦ - ١٩٧٠ ) من خصائص أ —اط الفكر »البدائي « أو »ا )توحش « gكن النظر
إليه هنا على أنه صادر عن ا )وقف العقلي الشفاهي. وإذن فالتصحيحات
في الأداء الشفاهي Sيل إلى أن تكون سلبية الأثر وأن تجعل من ا )تكلم غير
مقنع. ولهذا فإنه لا يلجأ إليها إلا عند الضرورة القصوى أو يتجنبها كلية.
بينما gكن في حالة الكتابة إجراء التصحيحات على نطاق واسع F وأنى
للقار Q أن يعرف أنها أجريت?
ولا شك أن هذا الإحساس بضرورة توخي الدقة في التعبير والتحليل F
وهو الإحساس الذي توجده الكتابة أصلا فينا وتجعله جزءا من طرف
تفكيرنا F gكن أن يؤثر في الكلام-بل يؤثر فعلا. وعلى الرغم من أن فكر
أفلاطون قد صيغ في شكل محاورات F فإن دقته الشديدة تعود إلى تأثير
الكتابة في العمليات العقلية F لأن هذه الحوارات هي في الحقيقة نصوص
مكتوبة. وهي تتحرك جدليا F خلال نص صيغ كتابة في شكل محاورة F نحو
الوضوح التحليلي للموضوعات التي ورثها سقراط وأفلاطون بشكلها
الشفاهي ا )سرود الذي يغلب عليه طابع »الكلية « ويفتقر إلى التحليل.
وتجعل الكتابة عملية الاستبطان أشد قدرة على البيان من خلال فصل
العارف عن ا )عروف (هافلوك ١٩٦٣ ) F كما تجعل النفس منفتحة على نحو لم
يحدث أبدا من قبل F ليس فحسب على العالم ا )وضوعي الخارجي ا )تميز
عنها كل التميز F بل كذلك على النفس الداخلية التي يقف هذا العالم في
مواجهتها F فمن شأن الكتابة أن تجعل التقاليد الدينية الاستبطانية العظيمة
مثل البوذية F واليهودية F وا )سيحية F والإسلام F أمراً pكنا. وكل هذه التقاليد
لها نصوص مقدسة. وقد عرف الإغريق القدماء والرومان الكتابة
واستخدموها F وبخاصة الإغريق F للتوسع في ا )عرفة الفلسفية والعلمية.
ولكنهم لم يطوروا نصوصا مقدسة
gكن مقارنتها بنصوص الفيدا أو العهدين
القد * والجديد أو القرآن F وفشلت ديانتهم في تأسيس نفسها في أعماق
النفس التي انفتحت أمامهم على يد الكتابة. وقد أصبحت هذه الديانة
مصدرا أدبيا مغرقاً في القدم تفيد منه طبقة ا )ثقف } من أمثال أوفيد F
وإطارا من الطقوس الخارجية
F التي ينقصها ا )عنى الشخصي ا )لح.
ومن شأن الكتابة أن تطور في اللغة شفرات متميزة من الشفرات
الشفاهية في اللغة نفسها. وقد ميز بازل برنشتاين ( F١٩٧٤ ص ١٣٤ - F١٣٥
٬١٧٦ ٬١٨١ ١٩٧ - ١٩٨ ) ب } »الشفرة اللغوية المحدودة « أو »اللغة العامة «
للهجات إنجليزية الطبقة الدنيا في بريطانيا F و »الشفرة اللغوية المحكمة « أو
»اللغة الخاصة « للهجات الطبقة ا )توسطة والعليا
فروقا كالتي لاحظها ب } الإنجليزية الأمريكية السوداء
والإنجليزية الأمريكية الفصحى. و gكن للشفرة اللغوية المحدودة أن تصل
في قدرتها على التعبير إلى مستوى لا يقل عن مستوى تعبيرية الشفرة
المحكمة ودقتها في السياقات ا )ألوفة وا )تداولة ب } ا )تكلم والسامع. لكن
الشفرة اللغوية المحدودة هذه لن تجدي في التعامل مع غير ا )ألوف تعاملا
تعبيريا دقيقا F في ح } تكون الحاجة إلى الشفرة المحكمة مطلقة. ومن
الواضح أن الشفرة اللغوية المحدودة شفاهية إلى حد بعيد في أصلها
واستخدامها F وأنها تعمل F مثل الفكر والتعبير الشفاهي } عموما F في حدود
السياق F وتكون قريبة من عالم الحياة الإنساني: وقد وجد برنشتاين أن
اﻟﻤﺠموعة التي تستخدم هذه الشفرة كانت تتكون من »ا )راسل «} أو
»الفراش F«} الذين لم يتلقوا تعليما ثانويا. وكان تعبيرهم أشبه بالصيغة F
فهو يسلك الأفكار بعضها مع بعضF لا في أنساق مختارة في عناية F بل
»كما لو كانت خرزات في إطار
F١٩٧٤)
كيف تحيل الشفاهية ا )عنى إلى السياق في معظمه في ح } تركز
الكتابة ا )عنى في اللغة نفسها.
والكتابة والطباعة تطوران أنواعا خاصة من اللهجات. ومعظم اللغات
لم تدون على الإطلاق F على نحو ما رأينا في بداية الفصل الأول F ولكن
بعض اللغات-أو قل اللهجات أخذت تعتمد اعتمادا هائلا على الكتابة. وكما
حدث في إنجلترا أو أ )انيا أو إيطاليا F حيث توجد مجموعة من اللهجات F
فإن إحدى اللهجات الإقليمية تطورت كتابيا بصورة تفوق كل ماعداها F
لأسباب اقتصادية F أو سياسية F أو دينية F أو غيرها F فأصبحت لغة قومية
في نهاية ا )طاف F وقد حدث هذا في إنجلترا لإنجليزية الطبقة العليا في
لندن F كما حدث في أ )انيا للأ )انية العالية(أ )انية ا )رتفعات الواقعة في
الجنوب) F وكما حدث في إيطاليا للهجة توسكانا. وفي ح } أنه من المحقق
أن هذه اللهجات كانت جميعا في الأصل إقليمية أو طبقية أو كلتيهما معا F
فإن مكانتها من حيث هي لغات وطنية خاضعة للكتابة F جعلت منها أنواعا
من اللهجات أو اللغات متميزة عن تلك التي لم تكن مكتوبة على نطاق
واسع. وكما أوضح جوكسمان ( F١٩٧٠ ص ٧٧٣ - ٧٧٦ ) F كان على اللغة الوطنية
ا )كتوبة أن تعزل من أساسها اللهجي الأصلي F وأن تهمل أشكالا لهجية
بعينها F وأن تطور طبقات متنوعة من ا )فردات من مصادر ليست لهجية
على الإطلاق F وأن تطور كذلك بعض خصوصيات نحوية. وقد أحسن هيوجن
( F١٩٦٦ ص ٥٠ - ٧١ ) عندما أطلق على هذا النوع من اللغة ا )كتوبة الراسخة
مصطلح »لهجة مكتوبة .grapholect «
وقد تطورت لهجة مكتوبة حديثة »كالإنجليزية «-إن شئنا استخدام
مصطلح بسيط شائع للدلالة على هذه اللهجة ا )كتوبة-نتيجة جهود دامت
قرونا. ويبدو أن هذه الجهود بدأت على أشدها في عهد هنري الخامس
في دائرة السجلات العامة (رتشردسن ١٩٨٠ ). ثم على أيدي ا )نظرين
والنحوي } وواضعي ا )عاجم ا )ؤصل F} وغيرهم. وقد سجلت على نحو هائل
كتابة وطباعة F وصارت الآن على الحسابات الآلية بحيث يستطيع أولئك
ا )تمكنون في اللهجة ا )كتوبة اليوم أن يقيموا اتصالا سهلا F لا مع ملاي }
من الأشخاص الآخرين فحسب F بل كذلك مع فكر القرون ا )اضية F وذلك
لأن اللهجات الأخرى للإنجليزية F مثلها مثل آلاف اللغات الأجنبية F مفسرة
الخطابة والأماكن: تفاعلات
هناك تطوران أساسيان خاصان في الغرب ينتجان عن تفاعل الكتابة
والشفاهة ويؤثران فيه. وهذان هما الخطابة الأكاد gية واللاتينية العالية.
كانت دراسة الخطابة السائدة في كل الثقافات
الغربية حتى ذلك الوقت قد بدأت بوصفها أساس التعليم والثقافة اليونانية
القد gة. ففي اليونان القد gة F كانت دراسة »الفلسفة F« كما مثلها سقراط F
وأفلاطون F وأرسطو F برغم نتائجها الغنية فيما بعد عنصرا ثانويا نسبيا
في الثقافة اليونانية ككل F لا ينافس الخطابة مطلقا سواء في عدد pارسيها
أو في آثارها الاجتماعية الفورية (مارو F١٩٥٦ ص ١٩٤ - ٢٠٥ ) على نحو ما
ينبئنا مصير سقراط غير السعيد.
كانت الخطابة في الأصل فن الكلام أمام الناس F أي فن الخطاب
الشفاهي F من أجل الإقناع ( uعنى بلاغة اﻟﻤﺠادلة ومحاكمة الأمور) F أو
(دورة خطابة الرسالة)
يتضح أن التقليد الخطابي كان gثل العالم الشفاهي
القد * uعنى عميق للغاية F وأن التقليد الفلسفي كان gثل البنيات الكتابية
الجديدة للفكر. وكان سي. إس. لويس F مثله مثل أفلاطون F يدير ظهره من
غير أن يدري-في الواقع-للعالم الشفاهي القد *. فالالتزام الواضح أو
الضمني بالدراسة الرسمية وا )مارسة الرسمية للخطابة F عبر القرون F حتى
عصر الرومانسية (عندما تحول اتجاه الخطابة بلا رجعة إن لم يكن كلية F
من الأداء الشفاهي إلى الكتابة) F كان هذا الالتزام مؤشراً على كمية الشفاهية
الأولية ا )تبقية في ثقافة ما (أونج F١٩٧٠ ص ٢٣ - ١٠٣ ).
كان الإغريق في عصر هومروس وما قبله F مثلهم مثل الشعوب الشفاهية F
gارسون الخطابة أمام الناس uهارة عظيمة F وذلك قبل وقت طويل من
صياغتها على شكل »فن « للخطابة F أي إلى جملة من ا )باد Q العلمية F
ا )تسلسلة F التي تفسر مكونات الإقناع اللفظي وتشجعه. ومثل هذا »الفن «
مقدم في فن الخطابة لأرسطو ( techne rhetorike ). أما الثقافات الشفاهية F
كما قد رأينا F فلا gكن أن يكون لديها »فنون « من هذا النوع ا )نظم علميا.
كذلك لم يكن أحد ليستطيع F بل لا يستطيع أحد في الواقع أن يستظهر
رسالة مثل فن الخطابة لأرسطو ارتجالا F على نحو ما كان ا )رء في الثقافة
الشفاهية مطالبا به إذا كان لهذا النوع من الفهم أن يتحقق. ذلك أن ا )نتجات
الشفاهية ا )طولة تتبع أ —اطا أشد اعتمادا على التراكم وأقل اعتمادا على
التحليل F أما »فن « الخطابة F فكان F برغم اهتمامه بالكلام الشفاهي F مثل
»فنون « أخرى F نتاجا للكتابة.
ومن العصر القد * اليوناني فصاعدا F أعطى سيطرة الخطابة في البيئة
الأكاد gية في أرجاء العالم الكتابي انطباعا حقيقيا وإن كان غالبا غير
محدد F بأن الخطابة كانت النموذج لكل تعبير لفظي F واحتفظت بالحدة
الخصامية للخطاب إلى درجة أعلى pا نألفه هذه الأيام. وكثيرا ما كان
الشعر نفسه عنصرا من عناصر الخطابة الاستعراضية F وكان مجال اهتمامه
يعد محصورا أساسا في ا )دح أو الهجاء (على نحو ما هو عليه الشعر
الشفاهي F أو حتى ا )كتوب F إلى اليوم).
كان معظم الأسلوب الأدبي في أنحاء الغرب حتى القرن التاسع عشر
تشكله البلاغة الأكاد gية F بطريقة أو بأخرى F باستثناء واحد بارز F هو
الأسلوب الأدبي لدى ا )ؤلفات الإناث F فمن ب } النساء اللاتي أصبحن
كاتبات لهن أعماله منشورة F على نحو ما حدث لكثير منهن منذ سنة ١٦٠٠
فصاعدا F لم تتلق أية امرأة منهن تقريبا مثل هذا التدريب. ذلك أنه في
العصور الوسطى وما بعدها F كان تعليم البنات مكثفا في كثير من الأحيان F
وكان يخرج مديرات مؤهلات للمنازل F التي كان يحتوي الواحد منها أحيانا
على خمس } إلى ثمان } شخصا
لكن هذا التعليم لم يكن يكتسب
في ا )ؤسسات الأكاد gية F التي كانت تعلم البلاغة وكل ا )وضوعات الأخرى
باللاتينية. فعندما بدأت البنات في دخول ا )دارس بأعداد معقولة خلال
القرن السابع عشر F لم يدخلن في ا )دارس الرئيسية التي تدرس باللاتينية
بل في ا )دارس الأحدث التي تدرس باللغة المحكية. وهذه ا )دارس كانت
ذات توجه عملي F نحو التجارة والشؤون ا )نزلية F في ح } كانت ا )دارس
الأقدم ذات التعليم القائم على اللاتينية تعلم أولئك الذين يتطلعون إلى أن
يكونوا رجال دين F أو محام F} أو أطباء F أو دبلوماسي F} أو موظف } عمومي }
آخرين. ولا شك في أن النساء الكاتبات تأثرن بالأعمال التي قرأنها F والتي
انبثقت من التقليد البلاغي F الأكاد gي F القائم على اللغة اللاتينية ولكنهن
كن يعبرن عن ذواتهن بصوت مختلف F أقل خطابية إلى حد بعيد F وهو
صوت كانت له علاقة كبيرة بنشوء الرواية.
تفاعلات: لغات العلم والثقافة العالية
كان التطور الهائل الثاني في الغرب F الذي أثر في تفاعل الكتابة
والشفاهة F هو اللاتينية العالية. وكانت اللاتينية العالية نتيجة مباشرة
للكتابة F ففيما ب } ٥٥٠ و ٧٠٠ بعد ا )يلاد كانت اللاتينية المحكية في أجزاء
مختلفة من أوروبا قد تطورت إلى أشكال مبكرة متنوعة من الإيطالية F
والإسبانية والقطالونية ( ٢٠ ) والفرنسية F ولغات الرومانس الأخرى. وبحلول
عام F٧٠٠ لم يعد ا )تكلمون بهذه الفروع اللاتينية قادرين على فهم اللاتينية
ا )كتوبة القد gة F التي ر uا استطاع بعض أجداد أجدادهم فهمها. ذلك أن
اللغة الجارية على ألسنتهم كانت قد نأت بعيدا جدا عن أصولها. لكن
التعليم في ا )دارس F إضافة إلى معظم أنواع الخطاب الرسمي في الكنيسة
أو الدولة F استمر باللاتينية. ولم يكن ثمة خيار في الحقيقة F فأوروبا كانت
تضم مئات من اللغات واللهجات F معظمها لم يكتب أبدا إلى اليوم. كما أن
قبائل تتكلم لهجات جرمانية وسلافية لا حصر لها F بل حتى لغات أغرب
من خارج مجموعة اللغات الهند أوروبية مثل اﻟﻤﺠرية والفنلندية والتركية F
كانت تتنقل إلى أوروبا الغربية. ولم يكن ثمة سبيل لترجمة الأعمال الأدبية F
أو العلمية F أو الفلسفية F أو الطبية أو اللاهوتية F التي كانت تدرس في
ا )دارس والجامعات F إلى العاميات الشفاهية ا )تدافعة F التي غالبا ما اختلفت
أشكالها حتى إنها لم تكن صالحة للتفاهم بها ب } السكان الذين ر uا لم
تزد ا )سافة ب } بعضهم وبعض على خمس } ميلا فحسب. وإلى أن تسود
لهجة أو أخرى لأسباب اقتصادية أو غيرها F بحيث تجتذب أنصارا لها ولو
كانوا من مناطق لهجية أخرى (كما فعلت لهجة ا )يدلاند الشرقية في إنجلترا
أو الأ )انية العالية ٢٣×)Hochdeutsch ) في أ )انيا) F كانت السياسة العملية
الوحيدة هي تعليم اللاتينية للأعداد المحدودة من الأولاد الذين كانوا يختلفون
إلى ا )درسة. وهكذا فإن اللاتينية F التي كانت لغة الأم ذات مرة F أصبحت
لغة ا )درسة فقط F لا تستخدم في حجرة الدراسة فحسب F بل في كل مكان
آخر داخل مباني ا )درسة F وقد أصبحت نظريا على الأقل F وإن لم يكن
فعليا وقد أصبحت اللاتينية uقتضى قوان } ا )دارس هي اللاتينية العالية:
أي لغة تتحكم فيها الكتابة تحكما تاما F بينما تطورت لغات الرومانس
المحكية الجديدة عن اللاتينية بالطريقة التي تتطور بها اللغات دائما F أي
الطريقة الشفاهية. لقد مرت اللاتينية uرحلة الانفصام ب } الصوت
والصورة.
لقد اشتركت اللاتينية العالية مع البلاغة بصفة أخرى غير الاشتراك
في الأصل الكلاسيكي وذلك بسبب Sركزها في عالم الأكاد gي } الذي
اقتصر على الذكور باستثناء أمثلة يبلغ من ندرتها أنها gكن إهمالها. فقد
ظلت هذه اللاتينية العالية )ا يزيد على ألف سنة متصلة بجنس الذكور F
يكتبونها ويتكلمونها ويتعلمونها خارج نطاق البيت ضمن خلفية قبلية gر
فيها الذكور بطقس البلوغ F uا يرافق ذلك من عقاب جسدي وغير ذلك من
ا )صاعب التي تقام في طريق ا )تعلم } عمدا (أونج F١٩٧١ ص ١١٣ - F١٤١
F١٩٨١ ص ١١٩ - ١٤٨ ). ولم يكن لهذه اللغة صلة مباشرة باللاشعور لدى أي
غير أن اللاتينية العالية اتصلت بالشفاهية والكتابية بطرق تتصف
با )فارقة. فمن ناحية-كما لاحظنا لتونا-كانت اللاتينية لغة – التحكم فيها
خطيا F وكان كل فرد من ا )لاي } الذين تكلموها على مدى ال ١٤٠٠ سنة
التالية F قادرا على أن يكتبها كذلك F ولم يكن هناك من يستخدمها شفاهيا
على نحو خالص. غير أن التحكم الخطي في اللاتينية العالية لم يحل دون
تحالفها مع الشفاهية F من ناحية أخرى. فمن ا )فارقات أن النصية التي
حافظت على جذور اللاتينية غائرة في العصر القد * الكلاسيكي حافظت
عليها نتيجة لهذا في الشفاهية أيضا F ذلك أن النموذج الكلاسيكي للتعليم
لم يكن يطالب بإيجاد الكاتب ا )ؤثر F بل الخطيب F أو ا )تكلم أمام الناس.
وقد جاء نحو اللاتينية العالية من هذا العالم الشفاهي القد *. ومنه كذلك
جاءت مفرداتها الأساسية F برغم أنها استوعبت F مثل كل اللغات ا )ستخدمة
حقا F آلافا من الكلمات الجديدة على مر العصور.
و uا أن اللاتينية العالية خلت من لغة الأطفال وانعزلت عن الحياة
ا )بكرة للطفولة F حيث Sد اللغة أعمق جذورها النفسية F و uا أنها لم تكن
لغة أولى لأي من مستخدميها F بل كانت تنطق بأشكال يصعب فهمها ب }
الجماعات اﻟﻤﺨتلفة عبر أوروبا وإن كانت تكتب دائما بالطريقة نفسها F فإن
هذه اللغة شكلت مثلا مذهلا على قدرة الكتابة على عزل الخطاب F وعلى
القدرة الإنتاجية الفائقة )ثل هذا العزل. فالكتابة F كما رأينا سابقا F تساعد
على فصل العارف عن ا )عروف وعلى إيجاد مسافة بينهما F ومن ثم تساعد
على تأسيس ا )وضوعية. وقد ذهب البعض (أونج F١٩٧٧ ص ٢٤ - ٢٩ ) إلى أن
اللاتينية العالية تحقق موضوعية أعظم من خلال تأسيسها ا )عرفة في
وسط معزول عن الأعماق ا )شحونة بالعواطف لأصحاب اللغة الأم. وهي
بهذا تقلل من تدخل عالم الحياة الإنساني F و Sكن من الإحاطة بالعالم
البالغ التجريد لدى ا )درسية القروسطية وفي العلم الرياضي الحديث
الذي أعقب التجربة ا )درسية تلك. ويبدو أن نشأة العلم الحديث كانت
ستواجه صعوبة جد خطيرة لو لم تكن هناك لغة لاتينية عالية F هذا إذا كان
لها أن تنشأ على الإطلاق. لقد —ا العلم الحديث في تربة اللاتينية F وذلك
لأن الفلاسفة والعلماء في زمن اسحق نيوتن كانوا بشكل عام يكتبون و gارسون تفكيرهم اﻟﻤﺠرد باللاتينية.
171
وقد هاجرت الخطابة نفسها من العالم الشفاهي إلى العالم الكتابي
بشكل تدريجي لا محيد عنه. فمنذ العصر القد * الكلاسيكي وضعت
ا )هارات اللفظية ا )كتسبة من فن الخطابة لتلبي حاجات الخطابة والكتابة.
وخلال القرن السادس عشر كانت كتب البلاغة ا )درسية تحذف عادة من
أجزاء البلاغة الخمسة التقليدية (الابتكار F والترتيب F والأسلوب F والذاكرة F
والإلقاء) الجزء الرابع F أي الذاكرة F الذي لم يكن قابلا للتطبيق في مجال
الكتابة. كما كانت كذلك تهون من شأن الجزء الأخير
F أي الإلقاء (
الطباعة والفراغ والاكتمال
وكانت الكائنات البشرية F على مدى آلاف من السن F} تطبع تصميمات
من أسطح منحوتة متنوعة F كما كان الصينيون والكوريون واليابانيون F منذ
القرن السابع أو الثامن F يطبعون نصوصا لغوية لا البداية من قوالب جعلت
الحروف فيها بارزة (كارتر ١٩٥٥ ). غير أن التطور الجوهري في تاريخ
الطباعة الشامل كان اختراع الطباعة بحروف الأبجدية ا )نفصلة في القرن
ا
خامس عشر بأوروبا.
قد كان لدى
الصيني } حروف طباعية قابلة للحركة F ولكنها لم تكن حروفا أبجدية بل
مجرد رموز F أي كتابة تصويرية أساسا. وقبل منتصف القرن الخامس
عشر عرف الكوريون والأتراك الويجور ( ١) كلا من الحرف الطباعي ا )تحرك
والأبجدي F ولكن الوحدات الطباعية القابلة للحركة لم تكن حروفا منفصلة
بل كلمات كاملة. أما الطباعة بالحروف الأبجدية البارزة
لقد كان السمع وليس البصر هو الذي هيمن على العالم الفكري القد *
بطرق لها دلالتها F واستمر ذلك وقتا طويلا حتى بعد أن – استيعاب الكتابة
استيعابا عميقا. وقد ظلت ثقافة اﻟﻤﺨطوطات في الغرب شفاهية هامشية
على الدوام والتقط أمبروز ا )يلاني الحالة النفسية ا )بكرة في كتابه »شرح
لإنجيل لوقا ٤:٥) « ) فقال: »كثيرا ما يكون البصر مخدوعا F أما السمع
فيقوم بدور الضامن «. وفي الغرب F حتى أواخر عصر النهضة F كانت الخطبة
أكثر ما يعلم من فنون القول كما ظلت ضمنيا النموذج الأساسي لكل أنواع
الخطاب F مكتوبا كان أم شفاهيا. وكانت ا )ادة الكتابية تابعة للسمع بأشكال
تدهشنا اليوم بغرابتها. فقد كانت تستعمل على نطاق واسع لإعادة ا )عرفة
إلى العالم الشفاهي F كما كان الشأن في اﻟﻤﺠادلات التي كانت تجري في
الجامعات في العصور الوسطى F وفي قراءة النصوص الأدبية وغيرها على
مجموعات من ا )ستمع }
وفي القراءة بصوت عال حتى عندما يقرأ الإنسان لنفسه. وحتى وقت
متأخر يصل-على الأقل-إلى القرن الثاني عشر في إنجلترا F كان التحقق من
الحسابات ا )الية حتى ا )كتوب منها لا يزال يحدث سمعيا F وذلك عن طريق
قراءتها بصوت عال.
وقبل ذلك كان بوسع الناس المحتفظ } ببقايا من
الشفاهية أن يفهموا حتى الأرقام بصورة أفضل بالاستماع أكثر pا يفهمونها
بالنظر.
وقد ظلت ثقافات اﻟﻤﺨطوطات إلى حد كبير سمعية-شفاهية F حتى عند
استعادة ا )ادة المحفوظة في النصوص. ولم يكن من السهل قراءة اﻟﻤﺨطوطات F
حسب ا )عايير الطباعية ا )تأخرة F وكان القراء gيلون إلى حفظ بعض ما
يجدونه في اﻟﻤﺨطوطات عن ظهر قلب. ولم يكن من السهل دائما تحديد
مكان ا )ادة في اﻟﻤﺨطوط.
و pا شجع على الحفظ وسهله أن التعبير اللفظي الذي صادفه ا )رء
حتى في النصوص ا )كتوبة في ثقافة اﻟﻤﺨطوطات ا )تصفة بدرجة عالية من
الشفاهية قد حافظ على التنميط الأسلوبي الذي يسهل التذكر. وعلاوة
على ذلك F فإن القراء بشكل عام كانوا »يستمعون « أي يقرأون في بطء جهرا
أو همسا F حتى في أثناء القراءة uفردهم F وقد ساعد هذا كذلك على
تثبيت ا )ادة ا )طبوعة في الذاكرة.
لقد ظل التناول السمعي يهيمن F حتى بعد تطوير الطباعة بوقت طويل F
على النص ا )رئي ا )طبوع رغم أن دور السمع تآكل مع مرور الزمن ومع
ترسخ التقاليد الطباعية. و gكن أن نرى الهيمنة السمعية على نحو مدهش
في أشياء من مثل صفحات العنوان ا )بكرة F التي غالبا ما تبدو لنا شاذة
على نحو جنوني في قلة اهتمامها بوحدات الكلمة ا )رئية. وتقسم صفحات
العنوان في القرن السادس عشر بشكل عام حتى الكلمات الرئيسة F ومعها
اسم ا )ؤلف F وذلك بواصلات F مقدمة الجزء الأول من الكلمة في السر
ببنط كبير F والجزء الأخير ببنط أصغر F
وعلى وجه العموم F تكون النصوص ا )طبوعة أسهل كثيرا للقراءة من
النصوص اﻟﻤﺨطوطة F والتأثيرات الناتجة عن السهولة العظيمة في قراءة
ا )طبوع هائلة. وتؤدي هذه السهولة في النهاية إلى قراءة سريعة F صامتة.
وكذا تؤدي هذه القراءة إلى علاقة مختلفة ب } القار Q وصوت ا )ؤلف في
النص F وتدعو إلى أساليب مختلفة في الكتابة. وتتطلب الطباعة كثيرا من
الأشخاص F بالإضافة إلى ا )ؤلف F في عملية الإنتاج F الناشرين F والوكلاء
الأدبي F} وقراء الناشرين F ومحرري النصوص وغيرهم. وكثيرا ما يستدعي
هذا النوع من الكتابة F قبل قيام مثل هؤلاء الأشخاص بفحص الكتابة لأجل
الطبع أو بعد ذلك F مراجعات مجهدة من قبل ا )ؤلف F وعلى درجة من
الضخامة لا تكاد تعرف في ثقافة اﻟﻤﺨطوطات. وقليلة هي أعمال النثر
ا )طولة في مثل هذه الثقافة F التي gكن أن تثبت للفحص التحريري F مثل
الأعمال الأصيلة اليوم F فهي لم توضع للاستيعاب السريع من فوق صفحة
مطبوعة. كذلك فإن ثقافة اﻟﻤﺨطوطات تتوجه نحو منتجها F لأن كل نسخة
من العمل Sثل وقتا عظيما أنفقه الناسخ الفرد. ومخطوطات العصور
الوسطى كثيرة الاختصارات F وهي اختصارات تكون في صالح الناسخ على
حساب القار Q. أما الطباعة فتتوجه نحو مستهلكها F لأن إنتاج الناسخ ا )تفرق
لا يحتاج إلى وقت كثير F فعدة ساعات تنفق في إنتاج نص أكثر قابلية
للقراءة سوف تحسن على الفور آلافا فوق آلاف من النسخ
وقد نبه إيفينز ( F١٩٥٣ ص ٣١ ) إلى أن الصور ا )طبوعة لم تكن تستخدم
بشكل منتظم لنقل معلومات إلا بعد اختراع حروف الطباعة ا )تحركة في
أواسط القرن الخامس عشر رغم أن فن طباعة الرسوم من أسطح منقوشة
متنوعة كان معروفا منذ قرون خلت وكما أوضح إيفينز ( F١٩٥٣ ص ١٤ - F١٦
٤٠ - ٤٥ ) فإن الرسوم الفنية ا )صنوعة باليد في اﻟﻤﺨطوطات سرعان ما
تدهورت F لأن الفني } ا )هرة أنفسهم لم يكونوا يفطنون إلى مغزى الصورة
الإيضاحية التي كانوا ينسخونها إذا لم يكن يشرف عليهم خبير في اﻟﻤﺠال
الذي تشير إليه الصورة F وإلا فإن غصينا من نبات النَّفَل الأبيض منسوخا
على أيدي سلسلة متوالية من الفني } الذين لم يألفوا هذا النبات سوف
ينتهي الأمر به إلى أن يشبه غصينا من نبات الهليون
لقد أنتجت الطباعة معاجم شاملة
أنتجت الطباعة
كتبا أصغر وأخف حملا من تلك الشائعة في ثقافة اﻟﻤﺨطوطات F فأحدثت
تهيئة نفسية للقراءة ا )نفردة في ركن هاد FQ وللقراءة الصامتة على نحو
لقد خلقت الطباعة إحساسا جديدا با )لكية الخاصة للكلمات.
فالأشخاص في الثقافة الشفاهية الأولية gكن أن يحسوا بحقوق ا )لكية
لقصيدة ما F غير أن مثل هذا الإحساس نادر F ويضعف منه عادة ا )شاركة
العامة في التراث الأدبي F والصيغ F وا )وضوعات التي gتح منها كل فرد.
أما مع الكتابة F فيبدأ الشعور بالاستياء من سرعة النصوص في التصاعد.
ويستخدم الشاعر اللاتيني القد * مارشال (ج ٬١ ٬٥٣ ٩) كلمة Fplagiarius
أي معذب; ناهب; جائر دلالة على الشخص الذي يستولي على كتابة شخص
آخر. ولكن ليس هناك كلمة لاتينية خاصة با )عنى الخاص بسارق النصوص
أو سرقتها. ذلك أن التقليد الشفاهي ا )ألوف كان لا يزال قويا. لكن في
الأيام ا )بكرة جدا للطباعة فإنه كثيرا ما كان يتم الحصول على مرسوم
ملكي أو امتياز privilegium يحول دون إعادة طبع كتاب مطبوع من قبل
آخرين فيما عدا الناشر الأصلي. وقد حصل ريتشارد بينسون على مثل
هذا ا )رسوم سنة ١٥١٨ من هنري الثامن. وفي عام ١٥٥٧ تأسست شركة
الوراق } ا )ساهمة في لندن لتشرف على حقوق ا )ؤلف } والطابع } أو
الناشرين الطابع F} وبحلول القرن الثامن عشر كانت قوان } حقوق الطبع
المحفوظة الحديثة آخذة في التطور في أوروبا الغربية. لقد حول فن الطباعة
الكلمة إلى سلعة. أما العالم الشفاهي الجماعي القد * فقد انشق إلى
ملكيات يزعم أصحابها ملكيتها سرا
الطباعة والاكتمال: التناص
تشجع الطباعة على الإحساس بالاكتمال F وهو الإحساس بأن ما هو
قائم في نص ما قد استوفى الغاية; قد وصل إلى حالة من الكمال. وهذا
الإحساس يؤثر على الإبداعات الأدبية كما يؤثر على العمل التحليلي F فلسفيا
كان أو علميا.
وقبل الطباعة F شجعت الكتابة نفسها على بعض الإحساس بالاكتمال
العقلي. فمن خلال عزلة الفكر على سطح مكتوب F وجعله منفصلا عن أي
محاور F وجعل القول بهذا ا )عنى مستقلا بذاته وغير عابئ بأن يتعرض
للهجوم من أحد
F تقدم الكتابة
كذلك Sخضت ثقافة الطباعة عن الأفكار الرومانسية الخاصة ب »الأصالة «
و »الإبداع «; وهو ما زاد من ابتعاد العمل الفردي عن الأعمال الأخرى F واعتبر
أصوله ومعانيه مستقلة عن التأثير الخارجي F على الأقل من الوجهة ا )ثالية.
الكتاب المحدث F} ا )درك } إدراكا عميقا لأبعاد التاريخ
الأدبي وللتناص القائم حقا في أعمالهم F شغلتهم فكرة أنهم ر uا كانوا لا
ينتجون شيئا جديدا حقا أو طازجا على الإطلاق F وأنهم ر uا كانوا خاضع }
Sاما »لتأثير « نصوص الآخرين. ويعالج هارولد بلوم في كتابه »قلق التأثير «
( ١٩٧٣ ) كرب الكاتب المحدث هذا. أما ثقافات اﻟﻤﺨطوطات فلا تكاد تعبأ
uوضوع التأثير F في ح } تخلو الثقافات الشفاهية من مثل هذه اﻟﻤﺨاوف.
ولا تخلق ألطباعة إحساسا بالاكتمال في الأعمال الأدبية فحسب F بل
في الأعمال التحليلية الفلسفية والعلمية كذلك
ما بعد فن الطباعة: الإلكترونيات
فعلى الرغم pا يقال أحيانا F فإن الوسائل الإلكترونية لا تقضي على
الكتب ا )طبوعة F بل إنها في الحقيقة تنتج عددا أكبر منها. فا )قابلات
الشخصية ا )سجلة إلكترونيا تنتج آلاف الكتب وا )قالات »ا )تحدثة « التي لم
يكن من ا )مكن مطلقا أن ترى الطباعة قبل أن يكون التسجيل الإلكتروني
pكنا. ويعزز الوسيط الجديد هنا القد F* ولكنه بالطبع يحوله F إذ يشجع
على أسلوب يتقصد لهجة الخطاب غير الرسمي لأن الشعوب الطباعية
تعتقد عادة أن التبادل الشفاهي ينبغي أن يكون غير رسمي (في ح } يعتقد
الشفاهيون عادة أنه ينبغي أن يكون رسميا
وهي العملية التي بدأتها الكتابة وزادت الطباعة من
سرعتها F وصلت إلى درجة أعلى من السرعة بواسطة الحاسوب الذي يصل
بعملية حبس الكلمة في ا )كان أو في الحركة الإلكترونية المحدودة إلى
مداها الأقصى F وبالفائدة من الترتيب التسلسلي التحليلي إلى حدها الأعلى
بجعلها فورية تقريبا.
وقد نقلتنا التكنولوجيا الإلكترونية في الوقت نفسه مع التلفون والراديو
والتلفزيون والأنواع ا )تعددة من أشرطة التسجيل إلى عصر »الشفاهية
الثانوية «. وهذه الشفاهية الجديدة فيها مشابه مدهشة مع الشفاهية القد gة
uا تتصف به من روحية ا )شاركة وبتعزيزها للإحساس الجماعي. وتركيزها
على اللحظة الحاضرة
F بل استخدامها للصيغ كذلك
ولكنها في جوهرها شفاهية تعرف ما
تريد وأشد وعيا بذاتها وتقوم على الدوام على أساس الكتابة والطباعة F
اللت } تعدان جوهريت } لصناعة الأجهزة وتشغيلها واستخدامها كذلك.
و Sاثل الشفاهية الثانوية الشفاهية الأولية وتختلف عنها على السواء
بصورة مدهشة. فمثل الشفاهية الأولية F ولدت الشفاهية الثانوية إحساسا
قويا باﻟﻤﺠموع; ذلك أن الاستماع إلى كلمات منطوقة يشكل السامع } في
مجموعة. أو جمهور حقيقي F Sاما كما أن النصوص ا )كتوبة أو ا )طبوعة
تجعل الأفراد يخلون إلى أنفسهم. لكن الشفاهية الثانوية تولد إحساسا
uجموعات أكبر بكثير من تلك التي تولدها الثقافة الشفاهية الأولية فنحن
نعيش الآن في »العالم القرية global village « -على حد تعبير مكلوهان. وفضلا
على هذا كان الشعب الشفاهي F قبل الكتابة ذا عقلية جماعية F لأنه لم تكن
ثمة بدائل pكنة F أما في عصر شفاهيتنا الثانوية F فقد أصبحنا ذوي
عقلية جماعية عن قصد وتعمد F فالفرد يشعر أنه F بوصفه فردا F يجب أن
يكون لديه حس اجتماعي. وخلافا لأفراد الثقافة الشفاهية الأولية F الذين
ينظرون إلى الخارج لأنهم لم تتح لهم فرصة النظر إلى الداخل F فإننا ننظر
إلى الخارج لأننا نظرنا إلى الداخل. كذلك فإنه في ح } تعلي الشفاهية
الأولية من التلقائية F لأن التأملات التحليلية التي تحققها الكتابة غير متاحة F
تعلي الشفاهية الثانوية من التلقائية لأننا قررنا بعد التأمل التحليلي أن
التلقائية مطلب جيد. وهكذا نخطط أحداث حياتنا بعناية لكي نكون متأكدين
فقد ذهبت إلى الأبد الخطبة ذات الأسلوب القد F* الصادرة من الشفاهية
الأولية. وفي مناظرتي لنكولن ودوجلاس في عام F١٨٥٨ واجه الخصمان-
لأن هذا هو ما كاناه بوضوح وصدق-واجه كل منهما الاخر تحت لهيب
شمس صيف إلينوي اللافح أمام الجماهير ا )تحمسة F التي بلغت أعدادها
ما ب } ١٢ و ١٥ ألف شخص (في أتاوا وفريبورت F في ولاية إلينوي F على
التوالي-سباركس F١٩٠٨ ص ١٣٧ - ٬١٣٨ ١٨٩ - ١٩٠ ) F وقد تكلم كل منهما ساعة
ونصف الساعة. تحدث ا )تكلم الأول لساعة واحدة F والآخر لساعة ونصف
الساعة F والأول لنصف ساعة أخرى للرد والتعليق-وكل هذا دون مكبرات
للصوت. لقد جعلت الشفاهية الأولية الناس يشعرون بوجودها من خلال
الأسلوب التراكمي F الإطنابي F ا )عتمد على العبارات ا )توازنة وعلى النزعة
الخصامية الشديدة F وعلى التفاعل الحاد ب } ا )تكلم والجمهور. وقد انتهى
ا )تناظران في مناظرتي لنكولن ودوغلاس بصوت } مبحوح } وجسدين
منهك }. أما مناظرات الرئاسة على شاشات التليفزيون اليوم فإنها تختلف
Sام الاختلاف عن هذا العالم الشفاهي الأقدم F حيث الجمهور غائب F
وغير مرئي F وغير مسموع. فا )رشحان يوضعان في كشك } صغيرين ويبدآن
uقدمة مختصرة لكل منهما ثم يدخلان في أحاديث قصيرة هشة يوجهها
كل منهما للآخر يتعمد فيها الابتعاد عن الحدة لأن الأجهزة الإلكترونية لا
تطيق العداوة الصريحة وبالرغم من جو التلقائية ا )دروس لأجهزة الإعلام
هذه F فإنه يهيمن عليها كلية الإحساس بالاكتمال الذي هو من تراث الطباعة;
وأي ظهور علني للعداوة قد يكسر هذا الاكتمال أو السيطرة المحكمة F
ويكيف ا )رشحان نفسيهما لسيكولوجية وسائل الإعلام ويقبلان أن يسود
ا )ناظرة جو عائلي راق مهذب
الذاكرة الشفاهية والخط
السردي وخلق الشخصيات\\
ولهذا فهي تسرد قصصا عن الفعل الإنساني من أجل أن
تخزن F وتنظم F وتوصل كثيرا pا تعرف. وتولد الغالبية العظمى من الثقافات
الشفاهية F إن لم يكن كلها F قصصا طويلة أو سلسلة من القصص F مثل
قصص الحروب الطروادية ب } الإغريق القدماء F وقصص القيوط [ذئب
صغير يعيش في شمال أمريكا] ب } العديد من شعوب أمريكا الأصلي F}
وقصص الأنانسي Anansi (العنكبوت) في بيليز Blize [هندوراس البريطانية
سابقا] وغيرها من الثقافات الكاريبية الأخرى ذات الصلة بالتراث الأفريقي F
وقصص صنجاتا Sunjata في مالي القد gة F وقصص مويندو ب } قبائل
النيانجا F وهكذا. وغالبا ما تكون القصص من هذا النوع F بسبب حجمها
وتعقد مشاهدها وأحداثها F مستودعا كبيرا لتراث الثقافة الشفاهية.
ثانيا F إن القصص مهمة على وجه خاص في الثقافات الشفاهية الأولية
لأنها تستطيع أن تدمج مادة هائلة من التراث في أشكال طويلة نسبيا F
وقابلة للد gومة د gومة معقولة-وهو مايعني في الثقافة الشفاهية أشكالا
قابلة للتكرار F ولا شك أن الحكم السائرة F والألغاز F والأمثال F وما أشبه F
تتصف بالد gومة كذلك F ولكنها تكون عادة مختصرة. أما الصيغ الشعائرية F
التي gكن أن تكون مطولة F فغالبا ما تحتوي على موضوعات متخصصة.
كذلك الأمر في سلاسل النسب F التي gكن أن تكون طويلة نسبيا F فهي لا
تقدم إلا معلومات عالية التخصص. و Sيل الأشكال ا )طولة الأخرى في
الثقافة الشفاهية الأولية إلى أن تتناول أحداثا جارية F ومؤقتة. وهكذا
gكن أن تكون خطبة ما طويلة طول الرواية F أو جزء من قصة يلقى في
جلسة واحدة. ولكن الخطبة لا تتصف بالد gومة; فهي عموما لا تعاد. إنها
توجه نفسها إلى موقف بعينه وتختفي من ا )شهد الإنساني إلى الأبد مع
ا )وقف نفسه في حالة الغيبة الكلية للكتابة. أما القصيدة الغنائية فتميل
إلى أن تكون إما مختصرة أو آنية أو كلتيهما. وهكذا الأمر مع غيرها من
الأشكال.
أما في ثقافة الكتابة أو الطباعة F فيدمج النص ماديا ما يحتويه أيا كان F
ويجعل من استعادة أي نوع من التنظيم الفكري بكامله أمرا pكنا. والقصص
في الثقافات الشفاهية الأولية F حيث لا يوجد نص F تقوم بدمج الفكر في
نطاق أكثر اتساعا ودواما من الأنواع الأخرى
الذاكرة الشفاهية والخط السردي
gيل الأشخاص الذين ينتمون إلى ثقافات كتابية
وطباعية معاصرة إلى النظر إلى القصة ا )بتكرة بوعي بوصفها قصة تسير
خطيا نحو الذروة ويصورونها بخطوط بيانية من قبيل الحبكة الذائعة التي
gثلها »هرم فرايتاج « (أي بخط مائل يتجه إلى الأعلى F يتبعه خط مائل آخر
يتجه إلى الأسفل) ( ٢): أي فعل صاعد يبني توترا F يرتفع إلى الذروة F تتكون
غالبا من لحظة التعرف أو حادثة أخرى مؤدية إلى الانقلاب( (peripeteia)(٣
أو إلى عكس اتجاه الفعل F الذي يتبعه الحل أو الانفراج-ذلك لأن هذه
الحبكة الطولية الذروية ا )قررة كانت تشبه بربط العقدة وفكها. وهذا هو
نوع الحبكة الذي يجده أرسطوا الدراما (فن الشعر ١٤٥١ ب- ١٤٥٢ ب)-وهو
موضع له دلالته )ثل هذه الحبكة F لأن الدراما اليونانية كانت برغم عرضها
شفاهة F تؤلف بوصفها نصا مكتوبا F وكانت النوع الأدبي القولي الأول لا
الغرب F بل ظلت على مدى قرون النوع الأدبي الوحيد F الذي تحكمت فيه
الكتابة تحكما كاملا. لكن القصة الشفاهية اليونانية القد gة F أي ا )لحمة F
لم تكن حبكتها على هذا النحو. وقد كتب هوراس F في فن الشعر F أن
الشاعر ا )لحمي »يسرع إلى الفعل ويدفع بالسامع إلى وسط الأحداث
وفي ذهن هوراس بشكل أساسي إغفال الشاعر ا )لحمي
للتعاقب الزمني. فالشاعر يورد موقفا ما F وهو لا يشرح كيف تكون ا )وقف
إلا بعد مضي وقت طويل وكثيرا ما يشرحه بتفصيل شديد
وفي الحقيقة F ليس لدى الثقافة الشفاهية خبرة بالحبكة ا )طولة F ذات
الخط الذروي في حجم ا )لحمة أو حجم الرواية. بل إنها لا تستطيع أن
تنظم قصة أقصر بالطريقة الذروية ا )دروسة الصارمة F التي تعلم قراء
الأدب توقعها أكثر فأكثر على مدى القرن } ا )اضي }-كما تعلموا F في العقود
الأخيرة F أن ينتقصوا من قيمتها على استحياء وليس من العدل في شيء أن
نصف الإنشاء الشفاهي بأنه لا يتفق مع تنظيم لا يعرفه F ولا يستطيع أن
يأخذه في حسبانه. ف »الأحداث « التي من ا )فترض أن يبدأ الفعل من
وسطها لم ترتب أبدا F باستثناء فقرات مختصرة F في نظام زمني متتابع
لتأسيس »حبكة « ما. ذلك أن »أحداث ×)res « ) هوراس هي فنية فكرية شكلتها
الكتابية; فأنت لا تجد حبكات طولية
ويزج
الشعراء الشفاهيون بشكل عام بالقار Q في وسط الأحداث F ليس نتيجة
لأي تصميم من الطراز الرفيع F بل بالضرورة F فلم يكن لديهم اختيار F أو
بديل. ذلك أن هومروس بعد أن استمع إلى ما لا حصر له من ا )غن } يغنون
مئات من الأغاني ذات الأطوال ا )تنوعة عن حرب طروادة F توافرت لديه
ذخيرة من الأحداث التي gكنه أن يجدلها ولكن لم يكن هناك طريقة
لتنظيمها في نسق متتابع صارم زمنيا دون كتابة. فلم تكن هناك قائمة
بالأحداث F بل لم تكن هناك F في غيبة الكتابة F أي إمكان لورود مثل هذه
القائمة على الخاطر. ولو كان للشاعر الشفاهي أن يحاول أن يتقدم في
عمله من خلال نظام متتابع صارم زمنيا F لكان عليه في أي مناسبة يختارها
أن ينحي جانبا حادثة أو أخرى في نقطة ما F حيث ينبغي وضعها تتابعيا
وعلاوة على هذا F فليست ا )ادة ا )ستعملة في ا )لحمة من ذلك النوع
الذي gكن إخضاعه إلى حبكة طولية ذروية ولو أن فصول الإلياذة أو
الأوديسة كانت مرتبة ترتيبا زمنيا صارما F لكان العمل في جملته يتقدم في
صورة متصاعدة F ولكنه ليس له البنية الذروية الضيقة التي للدراما التقليدية.
وجدول ويتمان الذي وضعه لنظام الإلياذة ( ١٩٦٥ ) يوحي بأنها صناديق
داخل صناديق يخلقها تكرار ا )وضوعات F وليست مثل هرم فرايتاج.
ولكن )اذا لا تظهر إلى الوجود تلك الحبكة الذروية ا )طولة إلا مع
الكتابة; فظهرت أولاها الدراما F التي لا يوجد فيها راو F ولم تدخل إلى
القصة ا )طولة إلا مع روايات عصر ج } أوس · بعد مضي أكثر من ٢٠٠٠
سنة? لقد كانت القصص ا )سماة بالروايات ا )بكرة كلها تروي أحداثا متقطعة F
برغم أن قصة مدام دي لافييت La Princesse de Cleves)١٦٧٨ ) وقلة أخرى
من الأعمال أفضل من غيرها من هذه الناحية. فالحبكة الطولية الذروية
تحققت بشكل كامل في القصة البوليسية حيث نجد توترا متصاعدا في
صرامة F واكتشافا للحل وعكسا له منظم } تنظيما دقيقا F وحلا كاملا
للعقدة. ومن ا )عتقد عموما أن القصة البوليسية بدأت سنة ١٨٤١ مع قصة
إدجار ألان بو ( ٧) جرائم القتل في شارع مورج The Murders in the Rue
Morgue . فلماذا كانت كل القصص الطويلة قبل بدايات القرن التاسع عشر
ذات أحداث متقطعة بآخر. في كل أنحاء العالم F على حد علمنا (حتى عمل
السيدة موراساكي شيكيبو الذي سبق زمانه The Tale of the Genji ولمَ لم
يكتب أحد قصة بوليسية متسقة الأجزاء قبل ١٨٤١ . لعل من ا )مكن الوصول
إلى بعض الإجابات عن هذه الأسئلة-ليس كل الإجابات بالطبع-من خلال
فهم أعمق لديناميات التحول الشفاهي-الكتابي
252
القران
مقال نسخ بالدفتر نسخ دنا
اختراع الابجدية عام 1500 ق.م
ش لا رجوع لمصادر مكتوبة
المانيا كمثال كتابي
صراع بين الغرب و الشرق - كتابي شفاهي
بانيت شفاهية عامية فصحى
تابعوا محاضرات الفيديو للعلم العلّامة الحبر الفهّامة الشيخ المعصوم : المطالع بن الكتاب