"أحمد العربي : بين الضعف والفقه في اللغة
بسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
الحمد للَه في الحُجَج البوالغ، والنعم السوابغ، والنقم الدوامغ وصلى الله على محمد خير من افتتحَتْ بذكره الدعوات واستنجحت به الطلبات
اما بعد ,,
بين الضعف والفقه في اللغة
الى اين ؟
هل ستكون اللغة العربية درسا من دروس التاريخ والتراث ؟
ان ضعف التعبير اللغوي عند ابناء الضاد اضحى امرا ملحوظا وهو لا يقتصر على مكان معين او بيئة معينة, فنرى ان هذا الضعف قد تمادى الى ان وصل اقاليم الادباء وكتاباتهم وذلك بارز من خلال استعمالهم نفس اللفظ لاكثر من معنى.
وهذا ما جعلنا نفقتد الدقة اللغوية التي تحلت بها لغتها في عصور مضت .. وليس هناك أي شك في ان هذه مشكلة وصلت الى حد لا يستهان بها والتعامل معها قد يكون مستحيلا لاننا في كل يوم نسعى بطريقة غير مباشرة ونعتقد ان لا ذنب لنا في المساهمة في ضياع اللغة والنسب تختلف من شخص لاخر ..
ولذلك فالواجب على كل فرد ان يجتهد ولو بالقليل لان يفقه ويتعلم سنن التعبير في اللغة وان يتبحر قدر ما شاء في اللغة ، ولكي لا يطول الحديث والعتاب انقل اليكم هذا المثال المشخص بصورة ممتازة لما نحن فيه :
عملية الشٌّرب تخص كل كائن حي بشري او غيره وهي من الامور المشتركة بيننا وبين سائر الكائنات فالانسان يشرب والجمال تشرب والكلاب تشرب والحمام يشرب وكانه ليس هناك فرق بين هذه كلها في توصيل الماء او السائل الى الجوف !
ولكن العرب الذين تكلموا باللغة الاصل لاحظوا فروقا ووضعوا لكل منها لفظا خاصا فقالوا :
الكلب : يلغُ
الطير : يَعُبّ
البعير: يكرعْ
الانسان : يشرب !
واعتقد اننا في بعض الاحيان نستعمل في لهجتنا العامية هذه الكلمات غير التابعة للانسان مثل كلمة : يلغُ التابعة للكلاب اعتقد انها تستعمل للدلالة على الاكل بعجلة وشراهة وهذا ان دل على شيء فانه يدل على مدى ضعف التعبير اللغوي الذي وصلنا اليه .. وهناك من امثلة اخرى كثيره جدا ..
وهكذا رأينا ولاحظنا الفرق بين وضعنا اليوم ووضع السابقين الاولين الذين كانوا يختارون المعنى المناسب للفظ المناسب في دقة وحسن استخدام."
"بارك الله فيك
ان انحسار الحدود اللغوية لقاموسنا اللغوي داخل اطار اضيق , يضيّق بدوره امكانيتنا لوصف الاحداث بعبارات ادق. و اذا كانت منظومتنا المعرفية ترتكز على الوصف الدقيق للاحداث , فانه يمكننا القول ان انحسار قاموسنا اللغوي يؤدي لانحسار فكرنا . و هذا ما يتجلى في قطبية الخطاب لدى العرب و المسلمين كما سبق و عرضنا الامر بفلم"عمى الالوان الفكري وقطبية الخطاب- الاسلاميون كنموذج" ويمكن البحث عنه في الياهو او الجوجل
وهذه القضية عالجها الفلاسفة ان كان الفكر محصورا بحدود اللغة التي تعبر عنه و قد شرحها احد المحاضرين بخطبة جمعة بمسجد جامعة التي او البرلينية . وقد قرات بكتاب مرجعي عن الابداع ان هناك علاقة طردية بين اتقان المرء للغات و بين منسوب ابداعه لان اتقان عدة لغات يتيح للمرء النظر الى نفس الموضوع من عدة زوايا حضارية , تمثل كل منها حضارات اللغات التي يتقنها ,مما يكسب نظرته ثراءا, اضف الى ذلك الى امكانية تشابك وتفاعل النظرات الحضارية المختلفة لدى نفس الشخص ,منتجة بذلك صورة جديدة تماما للموضوع تسمى احيانا : الابداع.....
"
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen