Dienstag, 6. März 2007

اللهم أدِم لنا غربة زماننا هذا






عندما نظرت يوم الاثنين قبل اسابيع الى ساعة الحائط الساعة 3.40 فاذا بها تشير الى ان اليوم هو يوم الثلاثاء! طبعا لم اركن اليها و استشرت ساعة جيبي فاذا بها تذهب الى تاكيد وجهة نظر امها المعلقة على الحائط. راجعت تاريخ الاحداث التي مررت بها بالايام السابقة.

من غير التوصل الى نتيجة حاسمة. لذا فسلّمت انني قد نمت يوما كاملا مضيّعا كل اعمالي التي كان يتوجب علي القيام بها بذاك اليوم اخذت اؤنب نفسي على تضييعه ولكن هذا امرا غريبا كانت هذه المرة الاولى التي اعايشه بها و لم اعرف كيف يمكنني الحيلولة دون ذلك





تذكرت عندها الموت عندما يندم الانسان على ما ضيّعه من حياته ومن بوابة الموت وصلت الى ميدان الامتحانات عندما يلوم المرء نفسه بعد صدور النتائج


الزمن الخطي و المكوّر- اي القطارين اسرع؟




وفي تلك اللحظة طفت على سطح ذاكرتي المآسي التي يمر بها المسلمون بشتى بقاع الارض ,ولم يعد بامكاني - انطلاقا من ايثاري- تجاهل اولئك ملايين المسلمين الذين كانوا سيقتلون ويجوعون و يمرضون لولا ان الساعة خطت خطوة عملاقة طوت معها احداث ذاك اليوم. فرحت لاخواني و نسيت حالي وتمنيت بسورة من حماسي ان يطوى الزمان كله الى ان تتوقف الساعة عند المهدي و اتخاذ القدس عاصمة للدولة الاسلامية . لقد اندفع خيالي بصورة سريعة الى درجة لم اعد اقدر معها على التوقف الزماني عند حقبة المهدي بل اندفعت افكاري الى المستقبل :يوم الدينونة ومنه عدت فتذكّرت الامتحانات و الموت و حال المسلمين اليوم و تضييعي ليوم كامل . كانت دورة سريعة احسست ان احدهم يراقبني وانا اتنقل بين الازمان

 



سرعة الكرة الارضية تتغير على مستوى الايام!






كان هذا المهدي.....كان يبتسم مبتعدا عني وانا الحق به الى ان وقعت بحفرة اجتمع فيها عامة المسلمين و مشايخهم . نظر المهدي من اعلى الى الحفرة مبتسما ابتسامة العارف للجاهل,"يا مهدي , اجذبني اليك !ارجوك ! اريد ان اعيش بزمانك!سئمت من العيش بحفرة واحدة مع المسلمين , لانهم يعيشون بالماضي , يحاربون معارك قد انتهت قبل مئات السنين , ويقتاتون على ثمار تنقّلت عدة دورات بالطبيعة من شجرة الى فم انسان وعودة الى الشجرة "





"انتما سيّان بنظري" اجاب المهدي


" هم يهربون للماضي و انت تهرب الى المستقبل.اين موضعك انت نفسك؟ هل انت مخيّر ام مسيّر؟ سآتي ولكن هل ستساهم انت نفسك بتذكرة مجيئي ؟ "



ثم نظر الى بحزم و صرامة قائلا:" ان الاختراق الحقيقي للمستقبل يكون بمواجهته بالحاضر لا اختراقه بحمير الغير ولا حتى الركوب على ظهور اصحاب الحمير"




وعندها همس ضميري بعقلي الواعي كلمات فما ان اتمهن حتى ركلني عقلي الواعي الى الخلف (حاضر واقعي المعتاد او ماضي احداث هذا الحدث فالازمان نسبية)



لجأت الى ورقة حساب سحبتها من البنك ونظرت الى الساعة بالمرناة لاتمم رجوعي للماضي رسميا, لقد اكتشفت السر! فاني قد قمت بتقديم الساعتين 23 ساعة للامام بدل ارجاعها ساعة واحدة للخلف لتلائم التوقيت الشتوي !



واخذت اتفكر بالازمان : الماضي و الحاضر و المستقبل و التجاذبات فيما بينهم




فمن اولئك الذين يتعمّدون تقديم ساعاتهم بضعة دقائق ليفاجئوا المستقبل متسلحين بهذه الدقائق ,الى اولئك الذين يفاجئهم المستقبل مثل تغير لون بقع الدم تحت الجلد بتراخي زمني عن وقت الضربة , الى سيّد الماضي "الضوء الاحفوري" وهو الضوء الذي انطلق لحظة الانفجار العظيم وقام العلماء بتصويره قبل سنين معدودة!




والى مذبذبين بين هؤلاء و هؤلاء ,مثل الصورة التي تحتفظ بها الشبكية ساعات بعد رؤيتها للمشاهد البصرية , وهو ما حدا ببضع فتية سعوديين قبل اشهر لقطع راس طفل و رمية بعد اغتصابه لئلا تقع ابصار محققي الشرطة على شبكيتيه فيروا احداث الماضي التي مر بها و منها وجوه القتلة








او مثل المسلمين الذين تعيش ذاكرتهم بالماضي و عقلهم بالحاضر






يقسّم العالم الى مناطق زمانية تسبق كل منها المنطقة الغربية بساعة واحدة .ولو صدقنا انفسنا لكان المسلمون هم الغرب بصميمه الزماني!

Keine Kommentare: