تنمو الحضارات باطار زمني ولحدها هو نفسه مهدها. سينهض المسلمون حتما و لترجعن ولكن السؤال هو متى؟ الان ام بعد الف عام؟ ما دور كل واحد منا؟ ومن هنا يمكننا فهم لماذا تتخذ مبادرتنا من "الوقت" احد مفاصل شعارها باعلى الصفحة الرئيسة
الكتاب من تاليف بروف.روبرت ليفاين يهودي(باعترافه بالكتاب) امريكي ,بروفيسور بعلم النفس
نظرا لاهمية الموضوع ساقوم بعرض شامل للكتاب ومنهجي ولكن على 10 فترات كعدد فصول الكتاب
المقدمة
"كل ثقافة لها بصمتها الزمنية الخاصة التي لا تتكرر . ان تدرك شعبا معناه ان تدرك قيمة الوقت الذي يعيشون في اطاره"جيرمي رفكين
الفصل الاول تعيش كل حضارة بوتيرة زمنية تختلف عما عداها من الحضارات , وهذا ما يشكّل احد اسباب الصدمة الحضارية عند سفر احدهم الى حضارة اخرى
بم تتعلق وتيرة سرعة الزمن؟
1)الرفاه - بنمو المدينة ,ترتفع قيمة الوقت لدى سكان المدينة بالتوازي مع ارتفاع الاجور و تكاليف المعيشة ,فيصبح التعامل مع الوقت اكثر اهمية و الحياة اسرع ,ولكن هل حقا الرفاه سبب ام هو مجرد نتيجة لارتفاع قيمة الوقت؟
2) التراث -الهنود الحمر يسمون وتيرة حياتهم "العيش حسب الزمن الهندي",ويميّز المكسيكيون الامريكان بين "هورا انجليزا" و التي تعني الزمن الحقيقي وبين "هورا مكسيكانا "و التي تعني الوقت المترهل
3) درجة التصنيع-كلما زاد تطور الدولة قل الوقت اليومي الحر المتبقي
"ما هذا القانون؟,كلما زاد عدد الالات الموفّرة للوقت ,ازداد الضغط الزمني على الناس"سيبايستيان دي غارسيا

من العجيب انه الان و بعد ابتكار الكثير من الاختراعات التي توفر الوقت فان وقتنا اقل من السابق!
ان التصنيع ابتداءا من الثورة الصناعية استلزم نجاعة اكبر , ومع النجاعة يزداد المنتوج و الذي يحتاج لمستهلكين و الا لتوقف خط الانتاج , لذا يقضي الانسان المعاصر وقته بالانتاج و الاستهلاك
قبل الثورة الصناعية كانت اوروبا تعطّل 115 ايام بالسنة بالمعدل ,وهذا هو المعدل بالدول المتخلفة الى يومنا هذا
وفي قعر السلم يقبع اقتصاد العصر الحجري الذي تعيش ع لى اساسه قبيلة كاباكوكو في بابوا حيث يعملون يوما و يعطلون التالي, ويعمل الرجال على جزر الساندويش 4 ساعات باليوم بالمقابل
وحتى على ثقافة اللقاء و الترحيب تنعكس وتيرة الزمن ,فقد تواعد احد الافغان مع احد اخوته عبثا الى ان تم اكتشاف السبب: لم يتفقا على سنة محددة!!!وفي نيجيريا تقطن قبيلة تيف التي لا يجد ابنها حرجا بالولوج مباشرة بموضوع الحديث بعد الترحيب ,فيما رحب احد اهل قبيلة ال"هاوزا "المجاورة 20 دقيقة باخحدى الباحثات بعلم النفس
واما كاموزو باندا رئيس الملاوي بالسبعينيات و الذي امتهن الطب 30 عاما قبل ترؤس بلاده فقد سن قوانين تحرّم اظهار الساعات العامة لاوقات غير دقيقة ,اما الساعات التالفة فتوجب تغطيتها او ابعادها
4) الحجم السكاني - كلما زاد عدد سكان المدينة زادت معه سرعة سكانها
5) المناخ - ابطئ بلاد هي المكسيك و البرازيل و اندونيسيا - و كلها تقبع على الخط الاستوائي. واسرعها سويسرا و المانيا و ايرلندا . ما السبب ؟ لربما لان من يعيش بمناخ حار يحتاج اقل ايعمل لانه يحتاج ملابس اقل و البيوت ابسط و و الاكل متوفر
6) القيم الحضارية- لوحظ ان الحضارات التي تولي مفهوم الجماعة فيها اهمية خاصة فانها تكون ابطا من الدول التي يقبع كل فرد فيها منعزلا مع اسرته ,ومن قبيل الاختلاف بال قيم الحضارية فان احدى قبائل الجزائر تصف السرعة بانها عجلة من الشيطان , اما الساعة فتسميها "طاحونة الشيطان"ا
7) اختلافات على مستوى الاشخاص - هناك من الاشخاص من تسير وتيرة حياتهم بسرعة : يتحدثون بسرعة , ياكلون بسرعة , يمشون كذلك , و ينفذ صبرهم بسرعة
8) الدين - فان كان الانسان مسلما بمفهومنا العصري فانه يكون بطيئا مخلفا للمواعيد
الفصل الثاني
يتاثر ادراكنا لسرعة الزمان برغبتنا النفسية , فالضحية تظن دائما ان الشرطة اتت متاخرة لانقاذها ,اما ان كنا نتمتع بالوقت فاننا نشعر انه يمضي بسرعة , وقد يتوقت الزمان تماما ك ما بحالة الاكتئاب كما وصفها احد المكتئبين" يبدو المستقبل باردا و مغبرا وابدو انا متجمدا بالوقت" ووصف احد الشيزوفرينيين الوقت ب"توقف الزمان,لا يوجد زمان,تحطم الماضة و المستقبل بالحاضر "ا
كانت الساعة الشمسية اول جهاز لتحديد الوقت تم اخ تراعه و ذلك قبل 5500 عام وعندها امكن لاول مرة اتخاذ مواعيد للقاء , الامر الذي لم يكن متاحا في جميع الاوقات مثلا عند غياب الشمس او زوالها من وراء الغيوم.وفي الجيل الثاني من الساعات تم اختراع الساعات المائية و التي استطاعت ان تخدم كذلك بالحالتين التي تغيب بها الشمس ولكنها احتاجت ل للرعاية المستمرة من 11 رجل !!
في عام 1700 تم اختراع اول ساعة تعمل بالبندول وعندها اضيفت كلمة جديدة على القاموس الانجليزي : كلمة "سرعة " .وفي نهاية القرن ال 17 اضيفت كلمة اخرى"دقيق بال ميعاد" وبعد مئة عام اخر كلمة جديدة"دقّة بالميعاد"
شهد عام 1850 ظهور اول ساعة يد ولكن مستقبلها لم يبد واعدا فقد ظن بروف .الماني عام 1917 ان هذه الموضة ستختفي بعد قليل..ولكنه كان مخطئا تماما فانه قد يتم انتاج 300 مليون ساعة سنويا حسب تقديرات عام 1987. واصبح الوقت اكثر دقة من المسافة لذا فيمكننا وصف المسافة بمصطلحات زمنية , فالمتر مثلا هو المسافة التي يقطعها الضوء خلال 0.000000003335640952
ولكن فانه حتى الان فما زالت بعض القبائل تقيس وقتها حسب فترات زمانية تتناغم مع تغيرات طبيعية ,فقبيلة لوفال بزامبيا تقسم السنة الى 12 فترة زمنية تتباين فيما بينها حسب التغيرات الطبيعية ونمو المزروعات, اما قبيلة الباهان في بورنيو فتقسم العام الى 8 فترات تتعلق بالزراعة و الحصاد, اما الدود الذي يظهر في بداية موسم الزراعة فانه يمثل بداية السنة لدى قبيلة تروبرياند في نيوغيني
ومع ان الساعات اخذت تزداد بعددها و دقتها الا ان انعدام توحيد الوقت و تزامنه منع دون الاستفادة الانجع من الساعات .فكل قرية او حارة كانت تسير حسب ساعة حقا , الا ان هذه الساعة كانت تطلب ضبطا من جديد بسبب انحرافها التدريجي و البطيء , فكان من القرى و الحارات من يضبطها وفق منتصف النهار و منهم وفق منتصف الليل وكلها طرق مختلفة ناهيك عن عدم دقتها , وادى هذا كما هو بيّن الى انعدام التزا من بين الارجاء الجرافية حتى المتقاربة منها .ويمكننا توقع الخلافات التي كانت تنشب عند السعي لتحديد ساعة اغلاق صناديق الاقتراع , فمثلا نشب نزاع ببوست فيلي ببنسلفانيا بالقرن التاسع عشر (من غير تاريخ محدد) حول ساعة اغلاق صناديق الاقتراع لتعدد الازمان في المدينة نفسها و كذلم فان احد المراقبين للانتخابات كان قد ضبط ساعته وفق مدينة مجاورة يختل ف توقيتها عن توقيت البلدة موضوع النزاع,وتراوح الفارق بين التوقيتات من 19.15 الى 21!!
وفي الولايات المتحدة كانت هناك 70 منطقة زمنية في القرن التاسع عشر , الا ان هذا العدد اخذ بالتناقص مع بدا الثورة الصناعية ووصل عام 1880 الى 50 منطقة . قامت مؤسستان من المتضررين بسبب هذا الفارق الزمني بالسعي لتوحيد الازمان : مؤسسة الرصد الجوي الامريكية و شركة القطارات , فانه يمكن تصور الحوادث التي يمكنها ان تقع بين القطارات بسبب الفوارق الزمانية بين المحطات حتى المتجاورة منها . وافتت لانغلي عام 1867 شركة لبيع الزمن! اذ انها كانت ترسل اشارات تلغرافية بالزمان المحدد الى المصانع و محطات القطار لتوحيد ازمانها
وعندها اصبح لمفهوم النجاعة الصناعية معنى اخر , فقد اخذ فريدرك تيلور يتنقل بين المصانع عارضا برنامجه الانجاعي: يتطلب فتح جارور الملفات 0.04 دقائق,فتح الجارور الاوسط 0.026 د, اغلاق الجارور الاوسط 0.027دقيقة, الخ
الاخوة الكرام لقد تعبت عيناي وانا الخّص الكتاب ولكنه من الاهمية بحيث انني اعدكم انني ساتابع تلخيصه في العطلة القادمة بعد 3-4 اشهر
لا زالت الكثير من الجواهر في الكتاب كامنة, اكتفي بذكر واحدة منها لاهميتها الشديدة:
كان يسير الانسان القديم حسب زمن الحدث , اي ان الزمن يكون تابعا للحدث , فمتى نلتقي؟ غدا صباحا . اي ان الزمان تابع للحدث و هو الصباح. ومثال اخر: متى تسدّد دينك لي؟ في موسم الحصاد القادم. و لكنه وبعد اختراع الساعة اصبح الانسان المتحضر يتعامل مع زمن الساعة. متى نلتقي ؟ الساعة 7.25
وواضح من من الزمنين ادق
لاحظوا مثلا ان الصلاة تتبع لزمن الحدث, متى الظهر ؟ اذا انتصفت الشمس بالسماء واختفى ظل العصا (زمن حدث). و لكن وبعد تحضر المسلمين اذا بهم يخترعون التقاويم و الجداول لتحديد مواعيد الصلاة الادق . متى الصلاة؟ في الساعة 4.55 (زمن ساعة),ولكن المسلمين يشهدون حاليا نكصة حضارية كبرى , فلذا عندما تسال احدهم متى نلتقي يقول لك:غدا متاخر او مثلا بنهاية الاسبوع او لما ينوّر الملح هههههههه
على كل حال , عن الحملات الدعائية اليابانية لتشجيع الموظفين على انتهاز اجازاتهم من العمل و الكف عن شراهتهم للعمل و لماذا لم يدع الامير تشارلز الملك الحسن لعرسه و عن غرائب اخرى زمانية سنحدثكم عنها بعد انتهاء امتحاناتي (زمن حدث)ا!!
وسلاما نبثه اليكم ما امطرت غيوم وما هبت زوابع (زمن حدث)ا
الكتاب من تاليف بروف.روبرت ليفاين يهودي(باعترافه بالكتاب) امريكي ,بروفيسور بعلم النفس
نظرا لاهمية الموضوع ساقوم بعرض شامل للكتاب ومنهجي ولكن على 10 فترات كعدد فصول الكتاب
المقدمة
"كل ثقافة لها بصمتها الزمنية الخاصة التي لا تتكرر . ان تدرك شعبا معناه ان تدرك قيمة الوقت الذي يعيشون في اطاره"جيرمي رفكين
الفصل الاول تعيش كل حضارة بوتيرة زمنية تختلف عما عداها من الحضارات , وهذا ما يشكّل احد اسباب الصدمة الحضارية عند سفر احدهم الى حضارة اخرى
بم تتعلق وتيرة سرعة الزمن؟
1)الرفاه - بنمو المدينة ,ترتفع قيمة الوقت لدى سكان المدينة بالتوازي مع ارتفاع الاجور و تكاليف المعيشة ,فيصبح التعامل مع الوقت اكثر اهمية و الحياة اسرع ,ولكن هل حقا الرفاه سبب ام هو مجرد نتيجة لارتفاع قيمة الوقت؟
2) التراث -الهنود الحمر يسمون وتيرة حياتهم "العيش حسب الزمن الهندي",ويميّز المكسيكيون الامريكان بين "هورا انجليزا" و التي تعني الزمن الحقيقي وبين "هورا مكسيكانا "و التي تعني الوقت المترهل
3) درجة التصنيع-كلما زاد تطور الدولة قل الوقت اليومي الحر المتبقي
"ما هذا القانون؟,كلما زاد عدد الالات الموفّرة للوقت ,ازداد الضغط الزمني على الناس"سيبايستيان دي غارسيا

من العجيب انه الان و بعد ابتكار الكثير من الاختراعات التي توفر الوقت فان وقتنا اقل من السابق!
ان التصنيع ابتداءا من الثورة الصناعية استلزم نجاعة اكبر , ومع النجاعة يزداد المنتوج و الذي يحتاج لمستهلكين و الا لتوقف خط الانتاج , لذا يقضي الانسان المعاصر وقته بالانتاج و الاستهلاك
قبل الثورة الصناعية كانت اوروبا تعطّل 115 ايام بالسنة بالمعدل ,وهذا هو المعدل بالدول المتخلفة الى يومنا هذا
وفي قعر السلم يقبع اقتصاد العصر الحجري الذي تعيش ع لى اساسه قبيلة كاباكوكو في بابوا حيث يعملون يوما و يعطلون التالي, ويعمل الرجال على جزر الساندويش 4 ساعات باليوم بالمقابل

وحتى على ثقافة اللقاء و الترحيب تنعكس وتيرة الزمن ,فقد تواعد احد الافغان مع احد اخوته عبثا الى ان تم اكتشاف السبب: لم يتفقا على سنة محددة!!!وفي نيجيريا تقطن قبيلة تيف التي لا يجد ابنها حرجا بالولوج مباشرة بموضوع الحديث بعد الترحيب ,فيما رحب احد اهل قبيلة ال"هاوزا "المجاورة 20 دقيقة باخحدى الباحثات بعلم النفس
واما كاموزو باندا رئيس الملاوي بالسبعينيات و الذي امتهن الطب 30 عاما قبل ترؤس بلاده فقد سن قوانين تحرّم اظهار الساعات العامة لاوقات غير دقيقة ,اما الساعات التالفة فتوجب تغطيتها او ابعادها
4) الحجم السكاني - كلما زاد عدد سكان المدينة زادت معه سرعة سكانها
5) المناخ - ابطئ بلاد هي المكسيك و البرازيل و اندونيسيا - و كلها تقبع على الخط الاستوائي. واسرعها سويسرا و المانيا و ايرلندا . ما السبب ؟ لربما لان من يعيش بمناخ حار يحتاج اقل ايعمل لانه يحتاج ملابس اقل و البيوت ابسط و و الاكل متوفر
6) القيم الحضارية- لوحظ ان الحضارات التي تولي مفهوم الجماعة فيها اهمية خاصة فانها تكون ابطا من الدول التي يقبع كل فرد فيها منعزلا مع اسرته ,ومن قبيل الاختلاف بال قيم الحضارية فان احدى قبائل الجزائر تصف السرعة بانها عجلة من الشيطان , اما الساعة فتسميها "طاحونة الشيطان"ا
7) اختلافات على مستوى الاشخاص - هناك من الاشخاص من تسير وتيرة حياتهم بسرعة : يتحدثون بسرعة , ياكلون بسرعة , يمشون كذلك , و ينفذ صبرهم بسرعة
8) الدين - فان كان الانسان مسلما بمفهومنا العصري فانه يكون بطيئا مخلفا للمواعيد
الفصل الثاني
يتاثر ادراكنا لسرعة الزمان برغبتنا النفسية , فالضحية تظن دائما ان الشرطة اتت متاخرة لانقاذها ,اما ان كنا نتمتع بالوقت فاننا نشعر انه يمضي بسرعة , وقد يتوقت الزمان تماما ك ما بحالة الاكتئاب كما وصفها احد المكتئبين" يبدو المستقبل باردا و مغبرا وابدو انا متجمدا بالوقت" ووصف احد الشيزوفرينيين الوقت ب"توقف الزمان,لا يوجد زمان,تحطم الماضة و المستقبل بالحاضر "ا
كانت الساعة الشمسية اول جهاز لتحديد الوقت تم اخ تراعه و ذلك قبل 5500 عام وعندها امكن لاول مرة اتخاذ مواعيد للقاء , الامر الذي لم يكن متاحا في جميع الاوقات مثلا عند غياب الشمس او زوالها من وراء الغيوم.وفي الجيل الثاني من الساعات تم اختراع الساعات المائية و التي استطاعت ان تخدم كذلك بالحالتين التي تغيب بها الشمس ولكنها احتاجت ل للرعاية المستمرة من 11 رجل !!
في عام 1700 تم اختراع اول ساعة تعمل بالبندول وعندها اضيفت كلمة جديدة على القاموس الانجليزي : كلمة "سرعة " .وفي نهاية القرن ال 17 اضيفت كلمة اخرى"دقيق بال ميعاد" وبعد مئة عام اخر كلمة جديدة"دقّة بالميعاد"
شهد عام 1850 ظهور اول ساعة يد ولكن مستقبلها لم يبد واعدا فقد ظن بروف .الماني عام 1917 ان هذه الموضة ستختفي بعد قليل..ولكنه كان مخطئا تماما فانه قد يتم انتاج 300 مليون ساعة سنويا حسب تقديرات عام 1987. واصبح الوقت اكثر دقة من المسافة لذا فيمكننا وصف المسافة بمصطلحات زمنية , فالمتر مثلا هو المسافة التي يقطعها الضوء خلال 0.000000003335640952
ولكن فانه حتى الان فما زالت بعض القبائل تقيس وقتها حسب فترات زمانية تتناغم مع تغيرات طبيعية ,فقبيلة لوفال بزامبيا تقسم السنة الى 12 فترة زمنية تتباين فيما بينها حسب التغيرات الطبيعية ونمو المزروعات, اما قبيلة الباهان في بورنيو فتقسم العام الى 8 فترات تتعلق بالزراعة و الحصاد, اما الدود الذي يظهر في بداية موسم الزراعة فانه يمثل بداية السنة لدى قبيلة تروبرياند في نيوغيني

ومع ان الساعات اخذت تزداد بعددها و دقتها الا ان انعدام توحيد الوقت و تزامنه منع دون الاستفادة الانجع من الساعات .فكل قرية او حارة كانت تسير حسب ساعة حقا , الا ان هذه الساعة كانت تطلب ضبطا من جديد بسبب انحرافها التدريجي و البطيء , فكان من القرى و الحارات من يضبطها وفق منتصف النهار و منهم وفق منتصف الليل وكلها طرق مختلفة ناهيك عن عدم دقتها , وادى هذا كما هو بيّن الى انعدام التزا من بين الارجاء الجرافية حتى المتقاربة منها .ويمكننا توقع الخلافات التي كانت تنشب عند السعي لتحديد ساعة اغلاق صناديق الاقتراع , فمثلا نشب نزاع ببوست فيلي ببنسلفانيا بالقرن التاسع عشر (من غير تاريخ محدد) حول ساعة اغلاق صناديق الاقتراع لتعدد الازمان في المدينة نفسها و كذلم فان احد المراقبين للانتخابات كان قد ضبط ساعته وفق مدينة مجاورة يختل ف توقيتها عن توقيت البلدة موضوع النزاع,وتراوح الفارق بين التوقيتات من 19.15 الى 21!!
وفي الولايات المتحدة كانت هناك 70 منطقة زمنية في القرن التاسع عشر , الا ان هذا العدد اخذ بالتناقص مع بدا الثورة الصناعية ووصل عام 1880 الى 50 منطقة . قامت مؤسستان من المتضررين بسبب هذا الفارق الزمني بالسعي لتوحيد الازمان : مؤسسة الرصد الجوي الامريكية و شركة القطارات , فانه يمكن تصور الحوادث التي يمكنها ان تقع بين القطارات بسبب الفوارق الزمانية بين المحطات حتى المتجاورة منها . وافتت لانغلي عام 1867 شركة لبيع الزمن! اذ انها كانت ترسل اشارات تلغرافية بالزمان المحدد الى المصانع و محطات القطار لتوحيد ازمانها

وعندها اصبح لمفهوم النجاعة الصناعية معنى اخر , فقد اخذ فريدرك تيلور يتنقل بين المصانع عارضا برنامجه الانجاعي: يتطلب فتح جارور الملفات 0.04 دقائق,فتح الجارور الاوسط 0.026 د, اغلاق الجارور الاوسط 0.027دقيقة, الخ
الاخوة الكرام لقد تعبت عيناي وانا الخّص الكتاب ولكنه من الاهمية بحيث انني اعدكم انني ساتابع تلخيصه في العطلة القادمة بعد 3-4 اشهر
لا زالت الكثير من الجواهر في الكتاب كامنة, اكتفي بذكر واحدة منها لاهميتها الشديدة:
كان يسير الانسان القديم حسب زمن الحدث , اي ان الزمن يكون تابعا للحدث , فمتى نلتقي؟ غدا صباحا . اي ان الزمان تابع للحدث و هو الصباح. ومثال اخر: متى تسدّد دينك لي؟ في موسم الحصاد القادم. و لكنه وبعد اختراع الساعة اصبح الانسان المتحضر يتعامل مع زمن الساعة. متى نلتقي ؟ الساعة 7.25
وواضح من من الزمنين ادق
لاحظوا مثلا ان الصلاة تتبع لزمن الحدث, متى الظهر ؟ اذا انتصفت الشمس بالسماء واختفى ظل العصا (زمن حدث). و لكن وبعد تحضر المسلمين اذا بهم يخترعون التقاويم و الجداول لتحديد مواعيد الصلاة الادق . متى الصلاة؟ في الساعة 4.55 (زمن ساعة),ولكن المسلمين يشهدون حاليا نكصة حضارية كبرى , فلذا عندما تسال احدهم متى نلتقي يقول لك:غدا متاخر او مثلا بنهاية الاسبوع او لما ينوّر الملح هههههههه
على كل حال , عن الحملات الدعائية اليابانية لتشجيع الموظفين على انتهاز اجازاتهم من العمل و الكف عن شراهتهم للعمل و لماذا لم يدع الامير تشارلز الملك الحسن لعرسه و عن غرائب اخرى زمانية سنحدثكم عنها بعد انتهاء امتحاناتي (زمن حدث)ا!!
وسلاما نبثه اليكم ما امطرت غيوم وما هبت زوابع (زمن حدث)ا
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen